قال مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إنه لا توجد محنة في الدنيا تبرر إزهاق الإنسان روحه، أو أن يعتدي على غيره، بل لكل محنة سبيل فرج، وبعد العسر يأتي من الله اليسر، والدنيا دار ابتلاء ومكابدة، والعبد مأمور بالصبر والعمل، وموعود بالفوز والجنة، إذا توكل على ربه وأحسن الظن فيه وأخذ بالأسباب المشروعة.
وأضاف في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أن حياة الإنسان ملك لخالقه سبحانه، والاعتداء على حقه في الحياة جريمة نكراء من أكبر الكبائر، سواء أكان الاعتداء من الإنسان على أخيه الإنسان، أو من الإنسان على نفسه بالانتحار.
وأكد، أن حفظ الإسلام النفس، ووضع لهذه الغاية العظمى منظومة تشريعية متكاملة، تقيم مجتمعا سويا فاضلا.
وشدد على أن قتل النفس التي حرم الله كبيرة من أبشع الجرائم، غلظ عليها الإسلام العقوبة؛ فقال سبحانه: {من أجل ذٰلك كتبنا علىٰ بنيٓ إسرٰٓئيل أنهۥ من قتل نفسا بغير نفس أو فسادٖ في الأرض فكأنما قتل ٱلناس جميعٗا ومن أحياها فكأنمآ أحيا ٱلناس جميعٗاۚ ولقدۡ جآءتهمۡ رسلنا بٱلبينٰت ثم إن كثيرٗا منهم بعۡد ذٰلك في ٱلۡأرۡض لمسرفون}. [المائدة: 32]، وقال سبحانه عن جريمة الانتحار: {…ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا، إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. [النساء: 29 -31].
وأوضح، أن الالتزام بالدين ومعرفة الشرع وعاقبة الكبائر يحجز الإنسان عن الجرائم التي عدها الإسلام من كبائر الذنوب، وجهالة الدين وغياب الوعي والضمير من أسباب الجرأة على حدود الله وحقوق الناس، وفاعل هذه الجرائم البشعة متجرد من كل قيم وتعاليم الدين بل والإنسانية.
وأوضح أن قيام الدولة بالقصاص من القاتل، حق عام للدولة وللمقتول ولأهله وللمجتمع كله، حتى ينتشر بساط الأمن فيه؛ قال الله سبحانه: {ولكم في ٱلۡقصاص حيوٰة يٰٓأولي ٱلألبٰب لعلكم تتقون}.[البقرة: 179]، وأن توقيع أقصى العقوبات على المجرمين المتجاوزين حدود الدين والإنسانية بجرائمهم البشعة، ورؤية الناس لمآلهم ونهايتهم، يزجر عن ارتكاب جرائم مماثلة، وينشر الأمن وبساط عدالة القانون في المجتمع.
واختتم بيانه بالتأكيد، على أنه لا مبرر لجريمة قتل النفس مطلقا، سواء في ذلك قتل الإنسان لأخيه الإنسان أو اعتداء الإنسان على نفسه بالانتحار، بل تبرير الجرائم جريمة كبرى كذلك.