واستخدمت الدراسة بيانات 420781 مريضاً من جميع أنحاء أوروبا ممن عانوا من أكثر أشكال النوبات القلبية شيوعاً، بهدف توظيف الذكاء الاصطناعي لإنشاء نماذج مخاطر لكل مريض.
الهدف من النماذج هو التأثير على خطط العلاج بحيث يمكن منع نوبة قلبية ثانية. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة فلوريان وينزل “باستخدام خوارزمية التعلم الآلي وأكبر مجموعات البيانات في أوروبا، تمكنا من تطوير درجة مخاطر جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تراعي الاختلافات المرتبطة بالجنس في ملف تعريف المخاطر الأساسي وتحسن التنبؤ بالوفيات في كلا الجنسين”.
بعد ذلك، كان الهدف من البحث هو إظهار كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج النوبات القلبية ومنع حدوثها من خلال استخدامه لتطوير خطط العلاج.
كما أرادت الدراسة المعنية أن توضح كيف تختلف مخاطر النوبات القلبية بين الرجال والنساء. وأوضح البروفيسور توماس لوشر في هذا الصدد “في الواقع، هناك اختلافات ملحوظة في النمط الظاهري للمرض لوحظ في الإناث والذكور. وتظهر دراستنا أن النساء والرجال يختلفون بشكل كبير في ملف تعريف عوامل الخطر عند دخول المستشفى”.
وأضاف لوشر أن معدل الوفيات بين النساء بالأزمات القلبية كان أعلى بمجرد إزالة عوامل الخطر الموجودة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، لكنه قال “ومع ذلك، عندما تؤخذ هذه الاختلافات في الاعتبار إحصائياً ، يكون لدى النساء والرجال وفيات مماثلة”.
ونتيجة لذلك، لا يمثل ذلك خطر الوفاة المتزايد بشكل عام بالنسبة للنساء، ولكن فقط في حالة عدم وجود مرض السكري وارتفاع ضغط الدم يرتفع معدل الوفيات. ومع ذلك، لا يعاني كل ناجٍ من نوبة قلبية من هاتين المشكلتين، وبالتالي فإن طبيعة الانقسام بين الجنسين في معدل الوفيات تظل مشكلة تتطلب المعالجة.
علاوة على ذلك، بينما تتطلع الدراسة أيضاً إلى تسليط الضوء على كيفية اختلاف النساء في معدلات وفياتهن مقارنة بالرجال، فإنها تشير أيضاً إلى أن النساء يعانين من سوء المعاملة في نماذج المخاطر الحالية كما أوضح الدكتور وينزل. إلى جانب ذلك، تعتقد الدراسة أن تحديد المخاطر المستند إلى الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن الرعاية الفردية والعامة للمرضى. وقال وينزل: “دراستنا تبشر بعصر الذكاء الاصطناعي في علاج النوبات القلبية”.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يبشر بعصر جديد في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، لا سيما فيما يتعلق بالنوبات القلبية، لكنه ليس المجال الصحي الوحيد الذي يتم فيه استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم أيضاً للتنبؤ بالمرحلة التالية من جائحة فيروس كورونا. وطور باحثون من جامعة زيورخ طريقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمتغير كورونا التالي وللإجابة على أسئلة حول المتغيرات الجديدة.
وتتضمن الطريقة الجديدة اتباع الذكاء الاصطناعي نهجاً شاملاً والتنبؤ بما إذا كان بإمكانه إصابة الخلايا البشرية أم لا، وما إذا كانت الأجسام المضادة الموجودة داخلها قادرة على تحييد الفيروس، بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية.