يتطلع مانشستر سيتي الإنجليزي، بعد فوزه 4-3 في مباراة الذهاب، إلى اتباع نفس الاستراتيجية، خصوصاً في التسجيل المبكر، عندما يحل ضيفاً على ريال مدريد، غداً الأربعاء، في لقاء قمة إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.

سجل مانشستر سيتي هدفين في مرمى الريال، في أول 11 دقيقة من مباراة الذهاب، الثلاثاء الماضي، ليحقق بذلك ما عجز عنه أي فريق على مدار تاريخ البطولة، حيث كانت المرة الأولى التي تهتز فيها شباك الريال بثنائية في أول 11 دقيقة.

وساهم الهدفان في الفوز المهم لمانشستر سيتي على الريال 4-3 ذهاباً، ليخوض الفريق الإنجليزي مباراة الغد، ولديه الأفضلية من خلال وجود أكثر من بديل لاجتياز هذه العقبة، والعبور إلى النهائي، على حساب صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي 13 مرة.

ومن المؤكد أن هز الشباك مبكراً، وتوجيه صدمة سريعة يمثلان استراتيجية مطلوبة من مانشستر سيتي، في هذه المباراة إذا نجح في ذلك لاسيما أنه من شأنه أن يضاعف الضغوط على الريال، في هذه المباراة التي يخوضها بين جماهيره، كما أن تسجيل هدف مبكر في شباك الريال سيسهل مهمة مانشستر، فيما تبقى من المباراة من خلال الدفاع الجيد، والمنظم في مواجهة التسرع الذي ينتظر أن يسيطر على لاعبي الريال.

ورغم أن نتيجة مباراة الذهاب تبدو في ظاهرها غير حاسمة، نظراً لأن الريال يكفيه الفوز بهدف نظيف، فإن الأهداف الأربعة التي سجلها مانشستر سيتي في مباراة الذهاب، والقدرات الهجومية العديدة التي يمتلكها الفريق والخيارات الهجومية المتنوعة بالفريق، تؤكد صعوبة الموقف على ريال مدريد، لاسيما مع الضغوط التي يعانيها الفريق في مواجهة واحد من أفضل الفرق في أوروبا حاليا إن لم يكن أفضلها.

كما يضاعف من الضغوط على الريال أن منافسه الإنجليزي يحظى بسجل جيد في المواجهات الأخيرة بين الفريقين، حيث حقق الفوز في آخر 3 مباريات بينهما بدوري أبطال أوروبا، وهو ما لم يسبق لأي فريق إنجليزي أنه حققه في مواجهة الريال بالبطولات الأوروبية.

كما يستطيع مانشستر سيتي أن يصبح ثالث فريق فقط بعد أياكس الهولندي، وبايرن ميونخ الألماني يحقق أربعة انتصارات متتالية في مواجهة الريال بالبطولة.

ويحظى مانشستر سيتي بإحصائية أخرى تعزز معنويات وثقة الفريق، وهي أن الفريق ودع البطولة الأوروبية مرة واحدة فقط من الأدوار الإقصائية، في آخر عشر مواجهات كان النصر فيها من نصيبه في مباراة الذهاب.

وكانت هذه المرة الوحيدة عندما سقط أمام موناكو الفرنسي في الموسم الأول لمانشستر سيتي، بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا.

ويخوض مانشستر سيتي مباراة الغد، بعدما حقق الفوز في آخر أربع مباريات خاضها بمختلف البطولات، وسجل الفريق خلال هذه المباريات 16 هدفاً، مقابل 4 أهداف اهتزت بها شباكه، وكان من بينها ثلاثية الريال في مباراة الذهاب.

وفي المقابل، يدرك الريال بقيادة مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن الهزيمة على ملعبه غداً ليست أمراً مستبعداً، لاسيما أن الفريق مر بهذه التجربة قبل ثلاثة أسابيع فقط، عندما خسر 2-3 أمام تشيلسي الإنجليزي، في إياب دور الثمانية للبطولة، بعدما فاز على الفريق الإنجليزي 3-1 في عقر داره ذهاباً.

كما منح أنشيلوتي الراحة لبعض اللاعبين مثل توني كروس، وكريم بنزيما، وفينيسيوس جونيور، الذين دفع بهم في وسط الشوط الثاني أيضاً، لمنح راحة للاعبين مثل رودريغو.

وعطفاً على ما سبق تبدو صفوف الفريقين شبه مكتملة خاصة على مستوى مانشستر سيتي، الذي يستعيد جهود لاعبه المميز جواو كانسيلو بعدما غاب عن مباراة الذهاب للإيقاف فيما ينتظر غياب اللاعب كايل ووكر بسبب الإصابة.

وينتظر أن يعود دي بروين، وسيلفا، ومحرز، إلى التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في مباراة الغد.

وفي المقابل، تحوم الشكوك حول مشاركة المدافع النمساوي ديفيد ألابا مع الريال في هذه المباراة، بسبب الإصابة التي حرمته من حضور تدريبات الفريق أمس، لينضم إلى قائمة الغائبين عن صفوف الفريق منذ فترة مثل إيدن هازارد، وغاريث بيل، فيما يعود كروس، وفيرلان ميندي، وبنزيما للتشكيلة الأساسية للفريق.