نجحت مواجهات فريقي مانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيين خلال الفترة الأخيرة في سحب بساط الاهتمام من تحت أقدام الكثير من كبريات قمم الكرة العالمية، في ظل المستوى الفني الراقي المصاحب لأداء الفريقين المتنافسين على ألقاب البطولات المحلية وعلى رأسها قمة الدوري الإنجليزي، وكذلك قمة الكرة الأوروبية في ظل تأهلهما للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وعلى مدار سنوات طويلة حافظ “كلاسيكو” الدوري الإسباني بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة على جذب الاهتمام العالمي بأعلى درجاته، الأمر الذي دعا لتسميته بـ”كلاسيكو الأرض” في ظل تعدد لقاءاتهما سواء محلياً في إسبانيا، أو أوروبياً على مستوى بطولة دوري أبطال أوروبا.

وبعدما تراجعت الأضواء عن قمة قطبي الكرة الإسبانية خاصة بعد رحيل النجميين كريستيانو رونالدو من ريال مدريد، وليو ميسي من برشلونة، وتراجع مستوى الأداء والاهتمام بهما، وقلة المواجهات بينهما واقتصارها غالبا على الدوري الإسباني فقط، لم يعد لـ”كلاسيكو الأرض” نفس الدرجة من الشغف الذي كان موجوداً من قبل، وهو ما ينطبق أيضاً على معظم “ديربيات” الدوريات الأوروبية الأخرى، في الوقت الذي فرض فيه “كلاسيكو” مانشستر سيتي وليفربول نفسه على مختلف الأصعدة جاذباً الاهتمام الأكبر.

ففي الموسم الحالي التقى الفريقان 3 مباريات حتى الآن، في الدوري مرتان تعادلا فيهما بنتيجة واحدة هي 2-2، ومرة ثالثة في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي فاز فيها ليفربول 3-2، وبعد تأهلهما إلى الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، لن يكون مستغرباً أن يتجدد اللقاء بينهما في نهائي البطولة، إذا نجحا في تجاوز ريال مدريد وفياريال الإسبانيين، لتكون المواجهة الرابعة بينهما في نفس الموسم.

علماً بأن المنافسة بينهما على قمة الدوري الإنجليزي ما زالت على أشدها في ظل صدارة مانشستر سيتي – حامل لقب – لقمة ترتيب المسابقة برصيد 80 نقطة متفوقاً على ليفربول صاحب المركز الثاني بفارق نقطة واحدة، وقبل نهاية المسابقة بخمس جولات فقط.

ويدين الفريقان بالفضل في حالة التألق التي يعيشها كل منهما حالياً إلى وجود مدربين على رأس الإدارة الفنية يصنفان بأنهما الأفضل عالمياً – فنيا وتسويقياً – وهما الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، والألماني يورغن كلوب مع ليفربول، اللذين نجحا في إضفاء الكثير من الاهتمام على مواجهة فريقيهما ليس فقط بسبب المستوى الفني المرتفع لأداء لاعبيهما، ولكن أيضاً بسبب حالة التعامل المثالية لكل مدرب من منافسه، التي قلما تكون موجودة بهذا الشكل بين مدربي كرة القدم متنافسين، للدرجة التي تجعل كل منهما يشيد بأداء ورقي مستوى منافسه، وهو ما زاد من درجة الاهتمام والتعلق بمثل هذه المواجهات.

ومما ساعد أيضاً على زيادة الاهتمام الجماهيري العالمي والعربي تحديداً بقمة مباريات مانشستر سيتي وليفربول، وجود نجمين عربيين عالميين بين صفوف الفريقين، وهما المصري محمد صلاح مع ليفربول، والجزائري رياض محرز مع مانشستر سيتي، ولكل منهما عشاقه بالملايين من داخل حدود الوطن العربي وخارجه، وهو ما ساعد أيضاً على تحول جزء من الاهتمام العربي بمواجهات وقمم أوروبية قديمة مثل “كلاسيكو” الدوري الإسباني، كان له بها ارتباط طويل على مدار السنوات الماضية، إلى قمم كروية جديدة أكثر شغفاً وحماساً مثل قمة مانشستر سيتي وليفربول.