لكن حتى دون الإثارة المضافة من صراع القمة تضمنت المباراة في إستاد الاتحاد كل عناصر المتعة للمشاهد خلال 90 دقيقة.
وتنجذب الجماهير حول العالم إلى الدوري الإنجليزي لوفرة النجوم الدوليين سواء من اللاعبين أو المدربين خارج الخطوط، وجمعت هذه المباراة أفضل العناصر على الإطلاق.
وأظهر البلجيكي كيفن دي بروين نجم سيتي، أكثر لاعب وسط متكامل في العالم، قوته ولمسته الحاسمة ليضع فريقه في المقدمة بالدقيقة الخامسة، وبعد الاستراحة مرر مهاجم الزوار محمد صلاح كرة رائعة إلى ساديو ماني ليضمن تقاسم النقاط.
ومن بين اللاعبين المحليين أظهر فيل فودن لاعب سيتي براعته في التحكم بالكرة ومهاراته في المراوغة بينما صنع مدافع ليفربول ترينت ألكسندر-أرنولد هدفا لديوجو غوتا ليدرك التعادل 1-1 في الدقيقة 13 بتحرك مذهل ووعي قبل أن يضع جابرييل جيسوس أصحاب الضيافة في المقدمة مجدداً.
* تناقض خططي
من الناحية الخططية شهدت المباراة تناقضاً بين التزام غوارديولا المعروف بالاستحواذ عبر التمريرات القصيرة وبين اللعب المباشر وأسلوب الضغط لكلوب.
لكن المباراة لم تمض بهذا السيناريو تماماً، حيث بدأ سيتي اللقاء بضغط عال وطاقة كبيرة، وهو الأسلوب الذي يشتهر به منافسه، وشن هجمات شرسة وجد ليفربول صعوبة في التعامل معها.
ورغم ذلك تمسك الفريق الزائر بواجباته ولم يبالغ في الدفاع أو يكتفي بدور المطارِد بل كان يبحث دائماً عن المساحات بين خطوط سيتي.
ولم تكن الأدوار نمطية لفريقين سيطرا على الدوري في آخر أربعة مواسم.
وساعد في ذلك العمل الدؤوب والروح القتالية والإصرار من الفريقين، وهي صفات تقليدية لكرة القدم الإنجليزية كان من الممكن أن تختفي بسهولة في عصر هيمنة اللاعبين والمدربين الأوروبيين.
كانت المواجهة مزيجاً من صفات ميزت الكرة الإنجليزية لفترة طويلة وهي الشراسة والسرعة الفائقة واللعب الهجومي وأضيفت إليها أفكار مدربين أجانب وإمكانات لاعبين دوليين من الصفوة وهو ما يدفع الجماهير حول العالم لعشق الدوري الإنجليزي.
ولم يرغب أي فريق في التعادل، وكللت النتيجة عرضا مذهلاً دفع حتى أكثر المحللين تحفظاً للتغني بروعته.
وقال روي كين لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق والمحلل بمحطة سكاي سبورتس “ما أبهرني رغبة كل اللاعبين من أعلى مستوى في مواصلة القتال من أجل الفوز حتى النهاية”.
وأضاف “لم يسيطر فريق لفترات طويلة وكانت المواجهة شديدة التكافؤ من الجانبين. أظهر ليفربول شخصيته في الشوط الثاني لكن سيتي نال فرصا خطيرة وهذا تنبيه كبير لنا جميعا بما تعنيه اللعبة”.
* حماس الاتحاد
ربما لا يشتهر استاد الاتحاد بأجوائه الحماسية لكنه كان مشتعلاً في معظم فترات المباراة وأدى مشجعو الفريقين الدور المطلوب مع إدراك أن النتيجة قد تنقلب في أي لحظة.
واستمتع غوارديولا، الذي كان متقد الحماس مثل نظيره خارج الخطوط، بهذه الأجواء.
وقال “اعتقد أنها كانت مباراة ممتعة للجماهير حول العالم. ترغب في أن تكون مدربا من أجل هذا النوع من المباريات”.
وحتى الفرصة التي أهدرها رياض محرز في آخر دقيقة لم تعكر صفوه.
وتابع “لا يوجد ما أندم عليه. يمكن للاعبين إهدار ما يريدون من الفرص. هذا إيجابي وهذه هي كرة القدم”.
وكان كلوب، الذي عاد إلى الملعب بعد 20 دقيقة من صافرة النهاية لتحية الجماهير الزائرة، على نفس القدر من الحماس.
وقال “كانت مباراة استثنائية. اثنان من الوزن الثقيل يتصارعان. هذا جنوني. الندية. مستوى مختلف تماما”.