نظّمت مؤسسة المحروسة ومشروع تضامن شعوب وادي النيل فعاليات البرنامج التدريبي “سوا” والذي جاء تحت عنوان “مهارات التيسير المجتمعي والتوجيه المهني والوظيفي”، واستمرت علي مدار يوميّ ٧ و ٨ فبراير الجاري، ومن المقرر أن تمتد فعالياته علي مدار شهر فبراير ٢٠٢٤ بمشاركة نخبة من القيادات الطبيعية والكوادر الشبابية من أبناء وادي النيل (مصر – السودان – جنوب السودان) .
وجاءت أهم محاور اليوم الأول حول سوق العمل، ومفاهيم التوجيه المهني والفرق بين المهنة والوظيفة، والفرق بين الموجه والمدرب، والمسير، بالاضافة إلي تناول تحليل سوق العمل، صعوبات سوق العمل علي مستوي دول وادي النيل، إلي جانب التعرف علي طرق استخدام اختبار هولاند لفهم وتحديد المسارات المهنية المناسبة للفرد كإحدى وسائل التوجيه المهني، وتطرق الحديث حول دور التوجيه المهني وسُبل إدارة التغييرات المهنية والاستكشاف المهني، وطرق التعامل مع القضايا الأخرى ذات الصلة بالمهنة، حيث اعتمد مصطلح التوجه المهني الذي عرَّفه الوطن العربي منذ ١٥ عاماً علي فكرة التوافق Matching والتي تهتم وتعني بتوافق السمات المميزة للفرد وبين السمات الوظيفة وهو النموذج الأمثل للتوظيف، ومثّل فرانك بارسوز الأب الروحي لمجال التطوير المهني. وانتقل إلي الوطن العربي منذ ١٥ عام.
فيما تعرَّف المشاركين من أبناء وادي النيل خلال فعاليات اليوم الثاني علي عدة مفاهيم حول الثقة بالنفس، وكيفية عمل العقل البشري، اللاوعي والواعي في مختلف المواقف، بالاضافة إلي كيفية ضبط الذات عند الخوف، إلي جانب التعرف علي كيفية تحديد مصدر الخوف وسُبل مواجهته، وعرض المشاركين جانب من تجاربهم الشخصية حول تلك المفاهيم وتناولوا تحليلها من ناحية نفسية، وناقش المشاركين الأساليب المختلفة في مواجهتها، ومنها تطرق الحديث حول لغة الجسد وتأثيرها كونها أكثر العوامل المؤثرة في نجاح العروض التقديمية بنسبة تصل إلي ٥٥%، يمثل (الصوت أو التلوين الصوتي) نسبة ٣٨ %، وتمثل الكلمات المستخدمة حوالي ٧% من اجمالي النسبة.
ومن جانبه صرَّح الدكتور هاني إبراهيم رئيس مجلس أمناء مؤسسة المحروسة للتدريب والمشاركة أن الدورات التدريبية وورش العمل التي انطلقت من ٢٩ يناير ومن المقرر ان تستمر حتي أخر فبراير الجاري تم تصميمها بناء علي احتياجات ومتطلبات وتوصيات أبناء وادي النيل من الدول الثلاثة، والتي تم رصدها من خلال لقاءات مع القيادات العضوية بالأحياء والمجتمعات التي تكتظ بالوافدين والنازحين، إلي جانب توصيات ورش العمل مع القيادات الشبابية الممثلة لمختلف مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني المعنية بشؤون وادي النيل.
وفي سياق متصل أكد الباحث حسن غزالي مؤسس مشروع تضامن شعوب وادي النيل علي حرص المشروع علي بناء قدرات الشباب بمختلف الشرائح والفئات العمرية، وتعزيز مسؤوليتهم نحو مجتمعاتهم، وتشجيعهم علي المشاركة في الحياة العامة، وبناء قيادات عضوية قادرة علي المشاركة في وضع السياسات وصنع القرار، وذلك من خلال العديد من برامج التدريب والتأهيل التي ينفذها المشروع مع مختلف الشركاء سواء المؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني.
واختتمت الفعاليات بعدد من التوصيات من بينها تبني المزيد من برامج التدريب والتأهيل المهني لشباب وادي النيل، وزيادة ورش العمل التي تعمل علي الدمج والتعايش السلمي بين ابناء مصر والسودان وجنوب السودان المقيمين بمصر.