سابقا، كان يُنظر إلى الصين على أنها المحرك الرئيسي لنمو شركة “آبل” الأميركية، ولكن في العام الماضي، شكلت 5 عوائق من بينها مشاعر المستهلك الحذرة، والمنافسة الشديدة بين الشركات، تحديًا للشركة العملاقة.
إذ انخفضت مبيعات شركة “آبل” الأميركية في الصين، خلال الربع الرابع من 2023، بنسبة 13% تقريبًا إلى 20.8 مليار دولار، وفي عام 2024، قد لا تتحسن الأمور، بحسب شبكة “سي إن بي سي” الأميركية.
وبشكل عام، قال ويل وونج، مدير الأبحاث الأول في شركة “آي دي سي” للشبكة الأميركية، إن “هناك عاملين رئيسيين أعاقا شركة آبل في الربع الرابع من عام 2023؛ هما الإنفاق الأكثر حذرًا، والعقلانية والتحدي، اللذان تمثلهما شركة هواوي واللذان أحدثا ضجة في السوق أكثر من سلسلة آيفون 15 الجديدة”.
وأضاف وونغ: “لا نتوقع أن يعود نمو مبيعات أيفون إلى السوق في عام 2024 في الصين، فمن المتوقع أن تظل هواوي المنافس الرئيسي، بينما تجذب التقنيات الأكثر تقدمًا مثل الذكاء الاصطناعي والقابل للطي المزيد من الاهتمام من المستهلكين”.
لكن بشكل أكثر تفصيلا، واجهت آبل 5 تحديات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي كالآتي:
• عودة هواوي
في العام الماضي، أطلقت شركة هواوي هاتفًا ذكيًا يسمى Mate 60، والذي يتمتع بميزة الاتصال بشبكات الجيل الخامس (5G)، وكانت هذه مفاجأة كبرى للعالم.
والسبب هو أنه في عامي 2019 و2020، فرضت الحكومة الأميركية على شركة هواوي العديد من العقوبات، التي قطعتها عن الرقائق والتكنولوجيا المطلوبة لشبكة الجيل الخامس (5G)، وهي الجيل التالي من الإنترنت عبر الهاتف المحمول، الذي يَعِد بتنزيلات فائقة السرعة.
كما أدت العقوبات، التي قيدت أيضًا وصول هواوي إلى برامج غوغل، إلى شل أعمال الهواتف المحمولة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة.
وعليه، شهدت هواوي، التي كانت أكبر مزود للهواتف الذكية في العالم والمنافس الرئيسي الوحيد لـ”آبل”، في تراجع دفع العملاء للتوافد على أجهزة آيفون.
والآن مع هاتف Mate 60، تشهد الشركة الصينية العملاقة علامات كبرى للانتعاش، وفي الربع الأخير من عام 2023، عادت هواوي إلى قائمة أفضل خمس شركات مصنعة للهواتف الذكية في الصين.
• احتدام المنافسة
ولا تقتصر المنافسة على هواوي وحدها، بل كانت العلامات التجارية المحلية الأخرى من Xiaomi إلى Opp تتجه ببطء إلى سوق الهواتف الراقية ولكن بأسعار أرخص.
وقال نيل شاه، من شركة Counterpoint Research: إن “هذه الأجهزة المتطورة ليست فقط بأسعار تنافسية، حيث تبدأ في الغالب بسعر 3999 يوانا صينيا (563 دولارًا)، ولكنها تتميز أيضًا بميزات مشابهة لتلك الموجودة في الهواتف الذكية الراقية”.
وأضاف أن “هذه المنافسة المتزايدة تمارس ضغوطًا على طرازات أبل القديمة، والنماذج الأساسية لسلسلتها الجديدة’.
• مستهلك حذر
في العام الماضي، واجه الاقتصاد الصيني العديد من التحديات، بدءاً من الانهيارات في قطاع العقارات إلى ضعف الطلب الاستهلاكي، ويمكن أن تستمر هذه التحديات حتى عام 2024 وتؤثر على ثقة المستهلك.
وبالتالي، إذا ظل المستهلك الصيني ضعيفا، فإن تلك النماذج الفاخرة من الشركات المنافسة بأسعار أرخص من هواتف أبل قد تكون جذابة للمستهلك.
• جاذبية آبل
لفترة طويلة، كان يُنظر إلى آبل على أنها علامة تجارية فاخرة في الصين، تتمتع بجاذبية كبيرة بين الجماهير الأصغر سنًا، وهو ما تغير مؤخرا.
فبالنظر إلى هواتف المنافسين التي تدعم الذكاء الاصطناعي والقابلة للطي، لا تجازف آبل بالبدء بتسويق منتجات جديدة، وتنتظر لمعرفة ما إذا كانت الفئات ستنجح أم لا.
وقال جوش كورين، مؤسس شركة Musketeer Capital Partners: “أعتقد أن علامة آبل التجارية لم تعد تتمتع بهذا البريق بعد الآن، فهي لا تتمتع بهذه السمعة بين الجيل Z”.
وأضاف أن هذا التأخير في الابتكار دفع الكثيرين إلى التشكيك في قدرات شركة أبل في مجال الهواتف الذكية، وقد يكون هذا أحد أسباب معاناة العلامة التجارية لشركة أبل.
• عوامل جيوسياسية
يخيم شبح العوامل الجيوسياسية باستمرار على شركة آبل، مثل العديد من شركات التكنولوجيا الأجنبية العاملة في الصين.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، نقلاً عن أشخاص مطلعين لم تسمهم، أن الصين مددت، العام الماضي، الحظر الذي يأمر الموظفين في الوكالات الحكومية، والشركات المدعومة من الدولة بالتوقف عن جلب أجهزة أيفون، والأجهزة الأجنبية الأخرى إلى العمل.