شهدت السنوات الماضية زيادة في عدد الحوادث المتعلقة بأجهزة الشحن المزيفة والرخيصة، التي لا يتوافق الكثير منها مع معايير السلامة، ويمكن أن تؤدي إلى صدمات كهربائية وإصابات وحرائق.
وإذا اشتريت شاحن هاتف محمول من بائع غير موثوق به بثمن رخيص، فمن المحتمل أن يكون لديك شاحن مزيف لا يفي بالحد الأدنى من معايير السلامة.
فبينما تكلف أجهزة الشحن الأصلية ما بين 20 إلى 25 دولاراً للقطعة الواحدة، يمكن أن تكلف المنتجات المقلدة أقل من 5 دولارات.
ولا تدوم هذه الشواحن المزيفة طويلاً نظراً للمواد الرديئة والرخيصة التي تستخدم في صنعها فهي إما ستتشقق نتيجة السقوط الطفيف، أو قد تتلف بسهولة بسبب الكهرباء، أو يمكن أن تنكسر مقابسها بسهولة.
وعندما تحدث هذه الأشياء، ستضطر إما إلى العودة وشراء النسخة الأصلية هذه المرة، أو نسخة مزيفة أخرى، وبالتالي تكرار هذه الدورة.
وإذا أضفت المبالغ التي تكبدتها على الشواحن المزيفة، ستدرك أنك أنفقت ما يصل إلى أكثر من ثمن الشاحن الأصلي.
تفتقر إلى ميزات الأمان
ولم يتم تصميم الشواحن المزيفة كي تستوفي معايير السلامة الصناعية، كما إنها تفتقر إلى ميزات الأمان اللازمة لحماية المستخدمين من مخاطر الصدمات والحرائق.
كما إن بعضها لا يحتوي على عزل مناسب؛ ما قد يعرض المستخدمين للحروق أو الصدمات الكهربائية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تم الإبلاغ عن العديد من الحوادث المتعلقة بالحروق أو الصعق الكهربائي.
ويمكن لشاحن الهاتف المزيف أيضًا أن يؤدي إلى إتلاف جهازك حتى بشكل أسرع مما كنت تعتقد، نظراً للمكونات الرديئة التي تم جمعها معاً لصنع هذه الشواحن؛ ما سيغذي هاتفك بتيارات كبيرة من الجهد الكهربائي أعلى بكثير مما يمكن أن يتحمله أو يوصي به مصنعو الهاتف.
وإذا لم تنجح شواحن الهواتف المزيفة في تدمير هاتفك، قد تنجح بإتلاف البطارية، فهي إما ستشحن بطارية هاتفك بطريقة أبطأ مما هو موصى به، أو أسرع بكثير مما يمكن أن يتحمله هاتفك.
والقيام بذلك بشكل متكرر لفترة طويلة يمكن أن يجعل بطارية هاتفك عديمة الفائدة، بمعنى أنها ستبدأ في التفريغ بشكل أسرع مما ينبغي عند فصلها عن الشاحن.
ونتيجة لذلك، فإن البطارية التي تدوم لمدة 10 ساعات أو أكثر عند الاستخدام المستمر، لن تتمكن من تجاوز 5 الساعات.
ويأتي الشاحن المزيف مع كابل مزيف أيضًا، يمكن أن يؤثر على عملية الشحن نفسها.
فهذه الكابلات الرخيصة تتمتع بمقاومة سلكية أكبر من الكابلات الأصلية، وبالتالي يزداد وقت شحن الهاتف مع انخفاض التيار بسبب الكابل.
وبعد فترة قد تصبح هذه الكابلات حساسة عند اللمس وتتكسر، بحيث لا يتم شحن الهاتف إلا في وضع معين.
وإذا لمست هاتفك أو حركته قليلاً، فسيتوقف الشحن، وهذه هي المرحلة الأخيرة من الكابل السيئ.
اكتشاف المنتجات المزيفة
وفي حين أن بعض الشواحن المزيفة يمكن أن تشبه المنتج الأصلي إلى حد كبير، إلا أنه غالباً ما توجد مؤشرات يمكن للمستهلكين استخدامها لاكتشاف المنتجات المزيفة.
فالشاحن الأصلي يأتي مع علامة تصديق مثل علامة UL أو CE على الجانب السفلي. لكن لا تعتمد على هذه العلامات وحدها كضمان للسلامة، لأنها مجرد إعلان من الشركة المصنعة بأن المنتج يلبي جميع متطلبات السلامة المنصوص عليها في القانون الأوروبي، ولكن يمكن تزويرها بسهولة.
ورغم ذلك، فلا يزال هناك فرق، فالنص الموجود على الشاحن المقلد يكون عادة باللون الرمادي الداكن على عكس اللون الرمادي الفاتح الموجود على الشواحن الحقيقية.
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن أجهزة الشحن الأصلية عادةً ما تزن أكثر من نظيراتها المزيفة بسبب ارتفاع عدد المكونات بداخلها.
كما إنه في بعض الشواحن المزيفة قد يكون مقبس USB مقلوباً أو في مكان مختلف.
وفي السياق عينه، يأتي الشاحن الأصلي مع العديد من التعليمات الأساسية التي تتضمن معلومات حول السلامة الكهربائية وتوجيهات حول كيفية استخدامها بأمان.
وإذا كان أي من هذه العلامات مفقودًا، فمن المحتمل أنك تتعامل مع شاحن مزيف.
أما إذا أمعنت النظر، فقد تجد قلة الجودة في اللمسة النهائية للشاحن المزيف، من بعض المخالفات في الحجم أو الشكل.
وهناك خطوة أخرى سهلة نسبياً يمكنك اعتمادها، وهي مقارنة الشاحن الثانوي الخاص بك بالشاحن المرفق مع هاتفك.
ففي حين أن بعض أجهزة الشحن المزيفة يمكن أن تكون مقنعة إلى حد ما، وغالباً ما تتضمن نفس اسم العلامة التجارية وبعض الشهادات، إلا أنها بصرياً، يمكن ملاحظة اختلاف في بضع كلمات وفي التصميم.
وتبقى أفضل طريقة لضمان حصولك على الصفقة الحقيقية هي الشراء من تاجر حسن السمعة، ورغم أنه قد ينتهي بك الأمر إلى دفع مبلغ أكبر قليلاً، ولكن ستضمن راحة بالك.