ضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع في السودان لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية، بعد تعرض 6 شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد.
اجتماع مباشر
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إنه يأمل في الاجتماع وجهاً لوجه مع طرفي الصراع في غضون يومين أو 3 أيام للحصول على ضمانات منهما بأن قوافل المساعدات ستوصل الإمدادات الإنسانية.
وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز من مدينة جدة السعودية، في أعقاب زيارة لبورتسودان كانت تهدف للتخطيط لعملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق، أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر.
وقال: “من المهم بالنسبة لي أن نلتقي فعلياً وجهاً لوجه لمناقشة هذا الأمر، لأننا نحتاج إلى أن تكون لحظة علنية وخاضعة للمساءلة”.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان)، يتسبب في كارثة إنسانية قد تمتد إلى بلدان أخرى.
وقال غريفيث إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن 6 شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نهبت في الطريق، على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن.
وأضاف في مقابلة مع رويترز أنه تحدث عبر الهاتف إلى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، أمس، ليخبرهما أن هناك حاجة إلى ممرات مساعدات وعمليات نقل جوي محددة.
وتابع “نحن الآن واضحون للغاية في متطلباتنا العملياتية فيما يتعلق بما نحتاجه من التزامات منهم”.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من السودان إلى بلدان مجاورة دون طعام أو ماء يذكران.
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع، حصد القتال أكثر من 500 قتيل، ونحو 5000 جريح، حسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية.
معارك عنيفة
أفادت وسائل إعلام محلية وإقليمية باندلاع معارك عنيفة في الخرطوم وانفجارات في محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة، مؤكداً أن الخرطوم تشهد اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الصراع في السودان، كما تشهد العاصمة تحليقاً للطيران الحربي، مشيرة إلى وجود إطلاق كثيف لقذائف المدفعية في أم درمان.
وسمع دوي ضربات جوية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين، الأربعاء، على الرغم من اتفاق الجانبين على تمديد سلسلة من فترات الهدنة الهشة التي يجري انتهاكها لـ7 أيام أخرى بدءاً من اليوم.
وفي الخرطوم، لا يزال الملايين يحاولون الاحتماء من حرب مفتوحة بين جيش يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية.
ومعظم المستشفيات خارج الخدمة والعديد من المناطق تركت بدون كهرباء ومياه، مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود.
وتوقفت عمليات تسليم المساعدات في بلد يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية.
ضغط أممي
ومع ضغط الوسطاء الدوليين لإجراء محادثات سلام، قال الجيش السوداني إنه سيرسل مبعوثاً للمحادثات مع قادة جنوب السودان وكينيا وجيبوتي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي في نيروبي إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح للبرهان ودقلو أن الوضع غير مقبول.
وقال أيضاً إنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.
وقال مبعوث البرهان، دفع الله الحاج، في مؤتمر صحافي في القاهرة إن “الجيش وافق على إجراء محادثات، لكن لن تكون هناك مناقشات وجهاً لوجه مع قوات الدعم السريع وسيتم التواصل من خلال وسطاء”.
وقال جنوب السودان إن “الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار وإرسال ممثلين لهما للمحادثات”.
وفي تغريدة أمس قال حميدتي: “نؤكد التزامنا التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية”.
وفي وقت لاحق نشرت قوات الدعم السريع بياناً على موقع فيسبوك ذكرت فيه أن قواتها “ما زالت تسيطر على 90% (من) مدن الخرطوم الثلاث وتؤكد التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة”.
وامتد الصراع إلى دارفور، حيث نشأت قوات الدعم السريع من ميليشيات قبلية حاربت جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية للقضاء على متمردين في حرب تعود لعشرين عاماً مضت.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلاباً قبل عامين وتقاسما السلطة في إطار اتفاق مرحلة انتقالية مدعوم دولياً تمهيداً لإجراء انتخابات حرة وتشكيل حكومة مدنية.