وستقول كرة القدم كلمتها حين يطلق الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو، صافرة بداية المباراة التي ستقام بملعب البيت، تحت أنظار 60 ألف متفرج، ووسط ترقب عالمي لبدء الحدث وإسكات الأصوات المعارضة والناقدة للمونديال.
وتنتظر قطر بأسرها هذه اللحظة حين تتحدث الكرة وتتوارى إلى الوراء جميع الانتقادات وحملات التشكيك وعلامات الاستفهام حول بلد ليس له باع في كرة القدم، لكنه نجح في الفوز بشرف تنظيم المونديال وسط عاصفة من الانتقادات.
ويخوض منتخب قطر للمرة الأولى المونديال، حيث يحتل المركز رقم 50 في تصنيف “فيفا”، متقدماً بمركز واحد عن السعودية ومتفوقاً على منتخب غانا صاحب المركز الـ61، ويستهل مسيرته بمواجهة الإكوادور التي فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في تصفيات أمريكا الجنوبية.
كما أن هذا اللقاء يعد مواجهة بين مدرستين مختلفتين في كرة القدم، بين اللعب ككتلة واحدة من جانب الإكوادور، والنزعة الهجومية المميزة لقطر.
وعلى الورق، يعتبر الفريقان الأضعف في المجموعة التي تضم إلى جانبهما هولندا والسنغال، لكن مدربي قطر والإكوادور لا يعانيان الضغط من أي نوع.
فالإكوادور التي تخوض المونديال الرابع لها، تسعى فقط لكسر أرقامها القياسية، ويحاول المدرب الأرجنتيني غوستافو ألفارو الذهاب إلى أبعد مدى ممكن، عن طريق اللعب الجماعي، وتخطي دور المجموعات للمرة الثانية بعد مونديال ألمانيا 2006.
وتتسلح الإكوادور بإحصائية مثيرة، فهي الفريق الذي لعب 549 دقيقة دون أن تتلقى شباكه ولو هدفاً واحداً خلال مشوار التصفيات الذي حلت فيه ثالثة من حيث الحفاظ على نظافة الشباك خلف البرازيل والأرجنتين.
في المقابل، ستحاول قطر الاستفادة من لعبها على أرضها كما فعلت من قبل فرق دول نظمت البطولة، رغم أنها لم تكن ذات باع طويل في كرة القدم، وكان آخرها كوريا الجنوبية التي حلت رابعة في مونديال 2002.
ولم يسبق أن خسر البلد المضيف في المباراة الافتتاحية، وهي إحصائية تروق لمدرب منتخب قطر، الإسباني فيليكس سانشيز والذي يعمل في البلد العربي منذ 2006 ويقود المنتخب الأول منذ 2017.
وتعتمد فلسفة فيليكس الذي بالكاد يبلغ السابعة والأربعين من عمره، على كرة القدم الهجومية وبناء الهجمات عبر الاستحواذ على الكرة، وهي الملامح التي ساهمت في تحقيق قطر لكأس آسيا للمرة الأولى في 2019، وهو ما يحفز البلد العربي في المونديال.