ولا تملأ الأعمال الفنية جدران متحف “يوزيوم” في ستوكهولم، بل صُممت غرفه المزيّنة بديكورات ملوّنة لتكون بمثابة خلفيات مميزة يلتقط الزائرون أمامها صور سيلفي أو مقاطع فيديو.
أما ثمن تذكرة الدخول إليه فيشبه سعر تلك المخصصة لمدن الملاهي، إذ يبلغ نحو 32 دولاراً.
وتقول مديرة المتحف صوفيا ماكينيامي وهي تقف بجانب “غرفة إيموجي” مليئة بكرات زرقاء وصفراء مرسوم عليها وجوه ضاحكة وأخرى عابسة “يمكن للزائر أن يلتقط صوراً مميزة ويصنع محتوى فريداً لصفحته عبر إنستغرام… هذا المكان مثالي لمستخدمي تيك توك”.
وتتيح غرف أخرى للزائرين الغوص في رغوة ملوّنة، أو الوقوف تحت أضواء نيون قوية، أو الجلوس على أرجوحة زهرية، وكل هذا بهدف التقاط صور ونشرها عبر مواقع التواصل.
وانطلقت فكرة المتحف في هولندا حيث افتتحت مجموعة “ويستفيلد” التجارية متحفين مشابهين. أما السويد فهي ثاني دولة تستقبل هذا النوع من المتاحف، إذ افتُتح “يوزيوم” في منتصف مارس (آذار) داخل مركز تجاري كبير تابع لـ”ويستفيلد” في سولنا، وهي إحدى ضواحي ستوكهولم.
وأعلنت المجموعة عن عزمها إنشاء متاحف مماثلة في ألمانيا ودبي.
ومع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأماكن كلها، تزايدت المخاوف المرتبطة بمخاطرها، وبخاصة التأثيرات التي تتسبب بها على صحة الشباب النفسية وتحديداً الفتيات.
وتقول ماكينيامي إنّ وسائل التواصل “تمثل جزءاً كبيراً من مجتمعنا حالياً، فلمَ لا نحاول إذاً استخدامها بإبداع أكبر”.
أما مجموعة من الشابات كنّ يزرن المتحف، فلم يبدين اهتماماً مماثلاً بالجانب السلبي لمواقع التواصل أو بانتشار النرجسية جراء التقاط صور السيلفي.
ورغم أنّ الأجيال الأكبر سنّاً قد تسخر من فكرة تخصيص متحف لصور السيلفي، يعتبر الأستاذ السبعيني بيل بورغوينكل الذي كان يزور المتحف برفقة قريبته المراهقة أنّه ينبغي تبنّي هذه الفكرة.
ويقول “أعتقد أنّ الأوان قد فات لنقلق، فهذا الوضع هو السائد في العالم حالياً”، مضيفًا أن المتحف غير التقليدي يبدو أنّه “يحقق هدفه”.