الصين وراء انهيار صفقة أميركية إسرائيلية تفوق 5.4 مليار دولار
مشروع إنتل العملاق يفقد جدواه بسبب العلاقة المتوترة مع بكين
تخلت عملاقة الرقائق “إنتل كورب” عن صفقتها البالغة 5.4 مليار دولار والتي كانت تهدف للاستحواذ على شركة “تاور سيميكوندوكتور” (Tower Semiconductor Ltd) الإسرائيلية لصناعة الرقائق في البلاد، وهي صفقة أُعلن عنها منذ أكثر من عام، بعد انتهاء عقدها يوم الثلاثاء دون الحصول على موافقة الجهات التنظيمية من الصين.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن شركة إنتل، التي وقعت صفقة شراء الشركة الإسرائيلية في فبراير 2022، لم تحصل على موافقة الجهات التنظيمية الصينية على الاستحواذ في الوقت المحدد كما هو مطلوب بموجب العقد.
ويسلط هذا التطور الضوء على كيف أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن قضايا تشمل التجارة والملكية الفكرية ومستقبل تايوان تنتقل إلى عقد الصفقات مع الشركات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشركات التكنولوجيا.
وأضافت المصادر أن إنتل لا تخطط للتفاوض على تمديد العقد، وبدلاً من ذلك ستدفع لشركة تاور 353 مليون دولار رسوم كتعويض عن الإلغاء والمغادرة.
لماذا فشلت الصفقة؟
وامتنعت كل من إنتل وتاور عن التعليق، ولم يتسن على الفور الوصول إلى ممثلي الجهة المنظمة لمكافحة الاحتكار في الصين، للتعليق.
وفي العام الماضي، ألغت “دوبونت دي نيمورس” (DuPont De Nemours In)، صفقة بقيمة 5.2 مليار دولار للاستحواذ على شركة “روجرز كورب” (Rogers Corp) لتصنيع المواد الإلكترونية بعد تأخيرات في الحصول على الموافقة من المنظمين الصينيين.
وقال بات غيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، إنه كان يحاول الحصول على موافقة المنظمين الصينيين على صفقة تاور الإسرائيلية، وزار البلاد مؤخراً في الشهر الماضي للقاء مسؤولين حكوميين.
لكن غيلسنجر قال أيضاً إن شركة إنتل تستثمر في أعمالها الخاصة بها، والتي تصنع الرقائق لشركات أخرى، بغض النظر عن صفقة تاور.
وفي يونيو، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن شركة إنتل وافقت على إنفاق 25 مليار دولار على مصنع جديد في إسرائيل، وهو أكبر استثمار دولي على الإطلاق في البلاد.
ونتيجة لذلك فقد المستثمرون الأمل في صفقة تاور، وأنهت أسهم تاورز المدرجة في بورصة ناسداك التداول عند 33.78 دولاراً يوم الثلاثاء، بخصم حاد من سعر الصفقة البالغ 53 دولاراً للسهم الواحد.
وفي الربع الثاني، سجلت أعمال إنتل عائدات بقيمة 232 مليون دولار، بزيادة من 57 مليون دولار في العام السابق، حيث حققت تقدماً على منافساتها مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات الرائدة في الصناعة.
كما تراجع الطلب على رقائق إنتل بعد عامين من النمو القوي مدفوعاً بالعمل عن بُعد أثناء الوباء، مما دفع صانع الرقائق إلى اللجوء إلى خفض التكاليف، والتزمت الشركة بخفض 3 مليارات دولار من التكاليف هذا العام، بهدف توفير ما بين 8 مليارات و 10 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2025.