وتحدثت الهيئة في تقرير من حلقتين عن إعلانات في وسائل الإعلام الإسرائيلية للأوكرانيات يعرضن خدماتهن الجنسية بعنوان: “نساء من أوكرانيا”، ومن خلفهن مئات الإسرائيليين الذين من يعملون على إحضار هاربات من أتون الحرب، في أوكرانيا.
وفي التحقيق الصحافي تكشف إحدى الضحايا طريقة عمل تجار البشر الإسرائيليين، وتقول “مايا”، وهي لاجئة أوكرانية تقيم الآن في أوروبا، إنها تلقت رسالة صوتية من مجموعة إسرائيلية عبر تطبيق تلغرام تقترح عليها العمل في “وظيفة” تدر أموالاً كثيرة.
وفي محادثة فيديو بينها وبين إيلي، أحد مديري المجموعة الإسرائيلية على تلغرام، أطلعها على التعليمات والطلبات، وأوضحت أنه طلب منها أن تكشف له جسدها، كما لو أنها في سوق النخاسة.
وشرح الإسرائيلي لـ مايا طريقة دخول إسرائيل، وهو يتحدث عن “عمل جدي”، وطلب منها محو المراسلات بينهما في هاتفها المحمول.
وتضيف الهيئة الإسرائيلية “مثل قوادين إسرائيليين آخرين، يتابع إيلي بدقة التغييرات والنظم المعتمدة للواصلين إلى البلاد، في المطار، وفي وزارة الداخلية الإسرائيلية” ويستعين بمحام إسرائيلي يساعده في إحضار أوكرانيات للبلاد.
ويوضح إيلي لمايا أن ذلك يكلّفها 1500 دولار، وأنه استقدمَ حتى الآن ثلاث نساء من أوكرانيا، في مارس (آذار الماضي).
ليست المرة الأولى
ويقول التحقيق إنها ليست المرة الأولى التي يستقدم فيها إيلي وشركاؤه نساء من أوكرانيا، وأن كل ذلك كان “تحت رادار الشرطة الإسرائيلية”.
ويوضح التحقيق أن وحدة تنسيق “المتاجرة بالبشر” في وزارة القضاء الإسرائيلية تتابع بقلق ما يحدث داخل المطار المركزي في اللد. وطبقاً لمعطيات الوزارة، ضبطت 80 فتاة وصلت البلاد للعمل في البغاء، 30% منهن من أوكرانيا.
ويوضح التحقيق أن الإسرائيليين يعرضون مبالغ مالية كبيرة على النساء، اللات يسجنن لحظة وصولهن داخل شقق سكنية في مركز البلاد.
ويشير التحقيق إلى أن الحديث لا يدور عن تهريب نساء، وفي منتصف الليل، وأن ضحايا تجارة الرقيق يدخلن مطار اللد في وضح النهار، سائحات.
ويتابع التحقيق “تستدعى عاملات اجتماعيات، مرتين في الأسبوع، للتحقيق مع سائحات يشتبه أنهن جئن للعمل في البغاء، وذلك بعد الشك فيهن في استجواب روتيني معهن”.
ويوضح التحقيق أن النساء بشكل عام، فتيات في العشرينيات، ولكن هناك أيضاً نساء بالغات وأمهات مع أولادهن، ويعرفن أنهن قادمات للعمل في البغاء، حيث تقدم لهن وعود بالكثير من المال والعمل الجيد وبشروط ممتازة، وبالحرية.
وتخلص الإذاعة العبرية إلى أنه “عملياً، ومنذ لحظة وصولها تصبح المرأة سجينة داخل شقة في وسط البلاد، تحت سيطرة كاملة لقوّاد يتاجر بها وبجسدها. وأغلبية الضحايا، من اللاوات ضبطن في المطار، رفضن البقاء داخل ملاجئ تعرضها السلطات، وفضلن مغادرة البلاد”.