وعلى نغمات “السامبا” والإيقاع الراقص في إستاد 974 استمتعت البرازيل بأدائها خلال التفوق على منافس صعد على حساب غانا وأوروغواي وهزم البرتغال.
وفي الواقع يجب أن يوجه الكوريون الشكر للحارس كيم سيونغ-جيو لتجنب مضاعفة النتيجة.
وكان نيمار، العائد من إصابة بالكاحل، قائداً لفريق شكله المدرب تيتي الذي كان صاحب أسلوب متحفظ في مسيرته، لكنه تخلى عن خلفيته الدفاعية للسماح لجيل جديد من المواهب بالازدهار.
وطاردت تيتي أسئلة بشأن ضم تسعة مهاجمين إلى تشكيلته في قطر، وأذهل الجميع حين اختار البدء بخماسي هجومي مؤلف من لوكاس باكيتا ونيمار وفينيسيوس جونيور ورافينيا وريتشارليسون أمام كوريا الجنوبية.
ونال مكافأة على شجاعته وأعاد للأذهان فريقي البرازيل في 1970 و1982 اللذين استحوذا على قلوب المشجعين حول العالم.
وتناقلت البرازيل الكرة بطرق جميلة باستعراضات من لمسة واحدة بينما أصاب الجمود المنافس الكوري الذي لم تكن لديه خطة مناسبة للدفاع أمام هذا الكم الهائل من المواهب.
وواصل فينيسيوس التطور كنجم لامع جديد واكتساب الثقة والنضج مع كل مباراة ليساعد نيمار في حمل آمال أمة.
وبدأ الجناح الطائر (22 عاماً)، الذي بات كابوساً بالفعل للمدافعين بسرعته ومراوغاته، في التطور أمام المرمى.
ووضع البرازيل في المقدمة بتسديدة مذهلة في أعلى الزاوية اليسرى، ونال وقته ليسدد فوق الحارس وأربعة مدافعين تكدسوا أمامه.
وبعدها مرر كرة جميلة إلى باكيتا ليسجل الهدف الرابع، مظهراً قدرته على التحكم بالكرة ورؤية تميز القليل من اللاعبين.
وكان الانتصار بهذه الطريقة ضرورياً للبرازيل التي وصلت إلى قطر محملة بضغوط هائلة باعتبارها مرشحة للقب، ووقعت بمجموعة صعبة ضمت سويسرا وصربيا، وهما من المنتخبات الدفاعية الصلبة التي تشكل تحديات دائماً أمام تيتي.
وأجادت البرازيل في انتصارين بعد كفاح شديد أمام صربيا وسويسرا، ما منحها فرصة إراحة اللاعبين في آخر لقاء بالمجموعة أمام الكاميرون بعد ضمان التأهل لأدوار خروج المغلوب.
وأثارت الخسارة من الكاميرون بعض الانتقادات، لكن تيتي أثبت مجدداً أنه على صواب، بعد أن بدا اللاعبون الأساسيون في نشاط وشغف ليثبتوا أنهم عند حسن الظن وسط التطلعات الكبيرة.
وكان من الانتحار لعب كرة هجومية أمام البرازيل مثلما حاولت كوريا الجنوبية، وستكون كرواتيا أمام خيار صعب عند الاستعداد لمواجهة “راقصي السامبا” في دور الثمانية يوم الجمعة.