رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

أمين عام الأعلى للثقافة: شخصية جابر عصفور امتد تأثيرها إلى العالم العربى

قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور هشام عزمى، إن المفكر جابر عصفور كان لديه شخصية متفردة احتلت مكانةً خاصةً فى الثقافةِ المصريةِ والعربيةِ، وامتد تأثيرُها ليتجاوزَ حدود مصر إلى العالم العربى الكبير من محيطهِ إلى خليجهِ.

وأكد عزمى – خلال كلمته التى ألقاها فى الملتقى الدولى”جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير” – أن هذا التفرد لم يكن محض صُدفةٍ، بل كان نتاجًا لمشوارٍ طويل من العمل الدؤوب والجهد المخلص والفكر الجاد المستنير، حتى تبوأ مكانته كواحدٍ من أبرز وأهم المثقفين والمفكرين العرب خلال العقود الخمسة الأخيرة.

وتابع أن مآثر الراحل كثيرة، فقد آل على نفسه استكمال جهود التنويرين الأوائل محمد عبده وطه حسين وقاسم أمين وغيرهَم، فى فترة حرجة مر بها الوطن، فكتب الكثير عن قضية التنوير راصدًا لمحنته، ومدافعًا عنه، ثم خطَ بهوامشه على دفترهِ، ليُكرس جزءًا كبيرًا من مشروعه الثقافى، مؤكدًا على هُويةِ مصر الثقافية وعلى أهميةِ التواصل بين الثقافات والحضارات.

وأوضح أن الراحل حظى بالعديد من التكريمات من أهم المؤسسات الثقافية داخل مصر وخارجها تثمينًا لمُنجزه الفكرى، فمن جائزةِ أفضل كتابٍ فى الدراسات النقدية من وزارة الثقافة المصرية، إلى جائزة أفضل كتابٍ فى الدراسات الأدبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمى، إلى أخرى لأفضل كتابٍ فى الدراسات الإنسانية من معرضِ القاهرة الدولى للكتاب، إلى جائزة سلطان بن على العويس الثقافية لأفضلِ كتابٍ فى مجال الدراسات الأدبية والنقد، لتتوج تلك المسيرةُ الحافلة بحصولهِ على أرفعِ جائزة تمنحها الدولةُ المصرية لمثقفيها ومبدعيها، جائزة النيل فى الآداب، منذ ثلاث سنوات خلت وفى هذه القاعةِ نفسِها.

وكان التكريم الأخير الذى لم يتم تسليط الضوء عليه، هو ذلك التكريم الذى منحه إياه منتدى الجوائز العربية كأحد رواد الجوائز العربية، قبل أسابيع من رحيله، فى أكتوبر الماضى.

وأردف أن جابر عصفور كان صاحبُ مشروع الترجمةِ الأكبرِ من نوعه فى العالم العربى٬ المشروع القومى للترجمة، الذى شهد ترجمة آلاف العناوين فى شتى المجالات العلمية والفنية والإبداعية والتى شكلت إضافة ثرية للمكتبة العربية، هذا المشروع العملاق الذى يعُد اللبنةَ الأولى للمركز القومى للترجمة الذى كان هو صاحبُ فكرتهِ ومؤسسهِ ثم أصبح مديرًا له.

كما استحدث الدكتور جابر عصفور عددًا من الجوائز الأدبية الكبيرة، لعل من أهمها جائزة نجيب محفوظ للروايةٍ التى أضحت واحدة من أهم وأبرز الجوائز فى مجالها. وهى مُمثلة المجلس الأعلى للثقافة فى منتدى الجوائز العربية مع جائزة النيل للمبدعين العرب.

بدورها، ألقت الدكتورة هالة فؤاد (أرملة الراحل الكبير) كلمة الأسرة قائلة “دعونى أتجاوز كل الأشكال الرسمية لأننى أود أن تكون تلك الجلسة جلسة أسرية تنطوى على الدفء الإنسانى، فجميع من فى هذه القاعة أصدقاء الراحل العظيم ورفاقه وتلاميذه”.

وذكرت أن عصفور هو من منح هذا المكان القيمة، وجعله قبلة للمثقفين العرب، موجهة شكرها للقائمين على هذا الجهد الذى قاموا به.

وأشارت فؤاد إلى أنه سيتم نشر مجموعة كتابات التى تم جمعها بعد رحيل الدكتور جابر عصفور، موضحة أنه من بينها تلك التى ستصدر عن دار المدى جمعها فخرى كريم، وكتاب “حارس التنوير”، جمعها على السعدى من العراق، وكتاب الدكتور طارق نعمان “خطاب عصفور النقدى.. قراءات تأسيسية” وقد التقط هذا المشروع نقاطًا جوهرية فى مشروع جابر عصفور الثقافى، وعلاقة الناقد الأدبى بالفلسفة وبالمنجز الفلسفى.

وقالت إن عصفور لم يكن زوجا وحبيبا فقط، بل كان رفقة العمر الجميل وهو الأستاذ الذى تدين له بالفضل، مضيفة: “ووفاء بدينى لهذا الرجل الاستثنائى بكل ما فى الكلمة من معان أعلن اليوم عليكم الاستراتيجية الثقافية التى أعدها الراحل العظيم مع فريق عمل عظيم، ولا أستطيع قراءتها كاملة لأنها كتبت فى 50 صفحة، وسوف تطبع قريبًا، ولكننى أتوقف عند أهم بنودها؛ وأهم نقطة هى كيف تم بناء تلك الاستراتيجية، وقد وضعها عصفور مع فريق كبير عام 2015، ومنهم: الراحل السيد يسين، وطارق النعمان، وعماد أبو غازى، وجمال غطاس، وأحمد عاطف، وسعيد المصرى، وأنور مغيث، والراحل سيد حجاب، وسمير مرقص، وكثيرين”.

من جانبه، قال رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، فى كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور جمال الشاذلى نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب، إن الدكتور جابر عصفور إذا كان قد رحل بجسده، فإن فكره سيظل باقيًا، ومسيرته العطرة الغنية تكشف عن ثراء منقطع النظير، فجامعة القاهرة تفخر بأن الراحل العظيم أحد أبنائها الأوفياء، فعندما شرعنا فى عمل “وثيقة التنوير” بجامعة القاهرة كان عصفور أحد رموزها، فلا يمكن التحدث عن التنوير دون ذكر جابر عصفور.

بدورها؛ ذكرت فاطمة الصايغ، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية، كلمة المؤسسة، أنه سبق للمؤسسة أن تعاونت مع المركز القومى للترجمة فى ندوة بعنوان “الترجمة وتحديات العصر” فى العام 2010، وكان لها صداها الإيجابى لما خرجت به من أفكار وتوصيات هى موضع تطبيق هذه الأيام، وهو ما يؤكد قيمة الندوات المشتركة التى تنظم بالتعاون مع مؤسسات مماثلة، حيث تعم الفائدة وتنتشر المعرفة بشكل اوسع وأسرع، ولطالما كان لمؤسسة العويس هذا النوع من الأنشطة خارج دولة الإمارات العربية إيمانا منا بقوة وقيمة الفعل الثقافى الذى يتجاوز الجغرافيا، لأن الثقافةلا تقف عند الحواجز والحدود.

وفى الختام أعلنت الدكتورة هالة فؤاد عن نية الأسرة فى أن يصير منزل الراحل جابر عصفور فى مدينة 6 أكتوبر مكتبة ثقافية لطلاب الدراسات العليا، وكذلك لإقامة الندوات والأمسيات الثقافية.

اترك تعليقا