أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن البعد الإنسانى أحد أهم جوانب البناء الإيمانى، وأن الإسلام الحنيف أولى الجانب الإنسانى عناية خاصة، فكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته، فقال سبحانه: {ولقد كرمنا بنى آدم}، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: “يا أيها الناس، إن ربكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
وأضاف وزير الأوقاف، فى تصريحات اليوم الأحد، أنه “عندما حرم الإسلام قتل النفس حرم قتل النفس كل نفس وأى نفس، وعصم كل الدماء فقال الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: {أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لا يزال المؤمن فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما”.
وتابع وزير الأوقاف قائلا: “لم يقف البعد الإنسانى فى ديننا الحنيف عند هذا الحد من كف الأذى، إنما دعا إلى مراعاة جميع الأبعاد الإنسانية من الكلمة الطيبة، وإطعام الجائع، وكساء العارى، ومداواة المريض، وتفريج الكرب، وإفشاء السلام، إلى غير ذلك من الجوانب التى تدعم التواصل والتعايش الإنسانى”.
وأوضح وزير الأوقاف أن جبر الخواطر يعد من الأخلاق الإنسانية الرفيعة التى لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النقية، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز “وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا”، جبرا لخاطرهم وتطييبا لنفوسهم، ويقول سبحانه جابرا لخاطر نبينا (صلى الله عليه وسلم): {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الإسلام الحنيف حثنا على الوقوف بجانب الآخرين وجبر خواطرهم فقال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): “من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم، ستر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه”.
ولفت إلى أن من أعظم ألوان جبر الخاطر جبر خاطر المحتاجين والضعفاء، فقد جاء أعرابي إلى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: دلنى على عمل يدخلنى الجنة قال: أطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضى عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا”.