رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان
آخر الأخبار
لتعزيز أدوات التمويل الإسلامي في السوق المصري..البنك الأهلي المصري يوقع اتفاقية تمويل مع شركة أبو ظب... قيادي بالجبهة الوطنية يرصد أسباب ومكاسب زيادة تحويلات العاملين بالخارج إلى 26.6 مليار دولار خلال 8 أ... بن غاطي تسجل نمواً قياسياً في صافي أرباحها بنسبة 145% خلال 9 أشهر Binghatti’s nine-month 2025 profit soars 145% to AED 2.66 billion "بلتون" ترد على أزمة "أبوظبي الأول": ملاءتنا المالية قوية ونلتزم بالقواعد الرقابية أركان بالم تُطلق مشروع 205 Towers ليُشكل أيقونة معمارية جديدة وأطول أبراج متعددة الاستخدامات في قلب ... شركة «Kulture developments» تطرح مشروع «Patterns» بالشراكة مع «IGI» باستثمارات 5 مليارات جنيه المركزي يغرم "أبوظبي الأول مصر" مليار جنيه بسبب "بلتون" «الملاذ الآمن للأبحاث»:الفضة تتراجع محليًا وعالميًا وسط صعود الدولار وتزايد التفاؤل التجاري… وترقّب ... «آي صاغة»: الذهب يتراجع محليًا وعالميًا مع تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة وتزايد التفاؤل التجاري ...

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

مؤسسة طابة تناقش الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني نحو تأصيلٍ واعٍ لبنية الخطاب

نظّمت مبادرة سند إحدى مبادرات مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، مساء الأربعاء، أمسية فكرية حول «الخطاب الديني والذكاء الاصطناعي بين الفرص والتحديات»، قدّم خلالها الشيخ أحمد حسين الأزهري—الباحث الزائر بالمؤسسة—إطارًا منهجيًا لتعريف الخطاب الديني وعناصره، وكيف تتقاطع معه تحوّلات التكنولوجيا الحديثة.

عالج الأزهري فكرة أنّ «كلّ تقنية هي ميتافيزيقا متجسّمة»؛ إذ تنبثق من «حاضنة فلسفية» تُحدِّد تصوّر الإنسان والمعرفة والغاية قبل أن تتجسّد في شرائح وكود ومنصّات. وميّز بين تقنياتٍ عامةٍ شاملة (كالهواتف والإنترنت والذكاء
الاصطناعي) تعيد تشكيل العادات والعلاقات والعمل، وتقنياتٍ متخصّصة (كالتصوير بالرنين المغناطيسي) تبدو قطاعية الأثر لكنها تُحوِّل لاحقًا ممارساتٍ ومؤسّسات بأكملها. كما اقترح «أسئلة اختبار» لأي أداة رقمية: ما الصورة الضمنية للإنسان التي تفترضها؟ ماذا تُيسّر وماذا
تُعسِّر؟ لمن تُضاعِف المنفعة، ومن يتحمّل ثمن الخطأ؟ وأين تذهب البيانات ومن يمكنه استغلالها لاحقًا؟.

وقدّم إطارًا دقيقًا لتعريف الخطاب الديني بوصفه فعلًا تواصليًا مقصودًا للإفهام يُحمَل به المكلّف على علمٍ أو عملٍ راجعٍ إلى الشريعة، صادرًا من ذي أهلية معتبرة، وصحيح النسبة إلى الكتاب والسنّة، مع مراعاة حال المخاطَب ووسيلة البلاغ والسياق. وفصّل العناصر الستّة: المتحدّث، المقصد، المضمون، المتلقّي، الوسيلة، والسياق. ثمّ ربط ذلك بدراسات البنية التحتية عند سوزان لي ستار، عالمة الاجتماع الأمريكية، مستعرضًا الخصائص التسع (الانغراس، الشفافية في الاستعمال، النطاق، التعلّم بالعضوية، الارتباط بأعراف الممارسة، تجسيد المعايير، البناء على قاعدةٍ مثبتة، انكشاف البنية عند العطل، والتغيّر بوحداتٍ متدرجة)، بوصفها عدسةً نافعة لفهم «البنية التحتية» للخطاب الديني في عصر المنصّات والخوارزميات.

واختُتمت الأمسية بفقرة أسئلةٍ وأجوبة اتّسمت بتفاعلٍ لافت، تلقّى خلالها الشيخ أحمد أسئلةً متنوّعة من الحضور حول سبل تسخير الذكاء الاصطناعي تعليمًا وتأصيلًا، وكيفية تحصين الخطاب من «أتمتةٍ» تُضعف الملكات وتُربك المعايير.

أكّدت الأمسية أن التحدّي ليس تقنيًا محضًا، بل تحدّي بنية ومعنى: كيف نبني خطابًا دينيًا رصينًا «يَسَعُ» الأدوات الذكية دون أن «يَقَعَ أسيرًا» لها.

اترك تعليقا