تفقد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية الأعمال الإنشائية لمصنع السويس لمشتقات الميثانول بميناء دمياط، وأكد على أهمية الإسراع بتنفيذ هذا المشروع الحيوى والذى يعد إصافة قيمة تقدمها صناعة البتروكيماويات المصرية ضمن خطتها المحدثة حتى عام 2040، لافتًا إلى أن منتجات المشروع التى تخدم العديد من صناعات اللدائن والإنشاءات ستوفر جانبًا كبيرًا من احتياجات السوق المحلى الذى يشهد مشروعات تنموية غير مسبوقة فى كافة مناحى الجمهورية.
وخلال الجولة التفقدية بموقع عمل شركة السويس لمشتقات الميثانول قدم المهندس هشام سليم رئيس الشركة عرضًا توضيحيًا أشار فيه إلى أنه من منطلق تحقيق أهداف الخطة القومية المحدثة للبتروكيماويات، بإنشاء كيانات جديدة متخصصة في صناعة البتروكيماويات، يأتي مشروع مشتقات الميثانول الذي تقوم بتنفيذه حاليًا شركة السويس لمشتقات الميثانول، لإنتاج البتروكيماويات المتخصصة، ويعتبر نموذجًا يحتذى به من حيث التكامل بين الشركات التي تساهم فيها الدولة ممثلة في قطاع البترول وقطاع الاستثمار والقطاع الخاص، ويضم هيكل المساهمين فى المشروع
الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بنسبة 46%، بنك الاستثمار القومي 26%، شركة مصر للتأمين 6%، شركة مصر لتأمينات الحياة 4%، البنك الأهلي المصري 3%، بنك ناصر الاجتماعي 3%، الاكتتاب العام 12%.
ويهدف المشروع إلى إنتاج مشتقات مادة الفورمالدهيد اعتمادًا على حوالى 45 ألف طن سنويًا من مادة الميثانول المنتجة بشركة ميثانكس مصر، و48 ألف طن سنويًا من مادة اليوريا المنتجة بشركة موبكو، ومادة الصودا الكاوية المنتجة بشركة البتروكيماويات المصرية، بالإضافة إلى حمض الكبريتيك المنتج بالسوق المحلى، ومادة النافتالين المستوردة، وذلك لتلبية جزء من الطلب المحلي مع إمكانية تصدير الفائض.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الجارى تنفيذه 140 ألف طن سنويًا مقسمة إلى 21 ألف طن سنويًا من اليوريا فورمالدهيد السائلة تركيز 85% والتي تُستخدم كمانع للتعجن لسماد اليوريا، و66 ألف طن سنويًا من راتنجات اليوريا فورمالدهيد السائلة التي تُستخدم كمادة لاصقة وغراء في صناعة الأثاث والألواح الخشبية وأخشاب الـ MDF، و53 ألف طن سنويًا من النفتالين فورمالدهيد المسلفن المستخدم في تحسين خصائص الخرسانة الجاهزة. بالإضافة إلى إمكانية إنتاج راتنجات اليوريا فورمالدهيد المتخصصة بطاقة تصل إلى 42 ألف طن سنويًا والتي تستخدم كمواد لاصقة في تطبيقات العزل الحراري وصناعة الصوف الصخري، وكمواد لاصقة ذات قوة تحمل ومقاومة للظروف البيئية الخارجية عالية في صناعة ألواح الـMDF.
ويقام المشروع على أرض الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بميناء دمياط بمساحة 100 ألف م2، باستثمارات نحو 120 مليون دولار، حيث نجحت الشركة في الانتهاء من إجراءات اكتمال رأس المال بالكامل للمشروع، وبذلك تصبح التكلفة الاستثمارية للمشروع متاحة بالكامل.
وقد استطاعت خلال عام 2023 من تحقيق وفر يقدر بنحو 650 مليون جنيه، مما أدى إلى الحفاظ على التكلفة الاستثمارية الكلية للمشروع عند 120 مليون دولار أمريكي دون أي زيادة، بالرغم من الظروف الاقتصادية وزيادة أسعار بعض المواد الخام لأكثر من 7 أضعاف عن مثيلاتها في 2020 (مثل الحديد)، فضلًا عن الزيادة المفرطة في تكلفة اللوجستيات مثل الشحن والتفريغ والتأمين على المعدات والزيادة الكبيرة في تكلفة الإقراض، وذلك نتيجة الجهود التي بذلتها الشركة في الهندسة القيمية للمشروع (value engineering)، ونتيجة المفاوضات الناجحة مع المقاولين والأطراف المعنية والبنوك المقرضة للمشروع.
وتم توقيع عقد المقاول العام مع شركة صان مصر قائد التحالف المكون من شركة صان مصر وشركة وادي النيل للمقاولات.
وقد نجحت الشركة فى التغلب على جميع التحديات ذات الصلة، حيث تم التعاقد مع شركة جونسون ماثي السويدية (أكبر الشركات صاحبة تكنولوجيا تصنيع الفورمالدهيد في العالم) لتقديم التكنولوجيا وتنفيذ التصميمات الهندسية وتوريد جميع المعدات لوحدة الفورمالدهيد واليوريا فورمالدهيد، وقامت شركة صان مصر أيضًا بالتعاقد مع شركات متخصصة محلية لتنفيذ التصميمات الهندسية لباقي المصنع،
وأوضح العرض أنه تم الانتهاء من تصنيع كامل وحدة الفورمالدهيد واليوريا فورمالدهيد تركيز 85% قبل موعد انتهائها بشهرين، علمًا بأن هذه الوحدة تمثل نحو 30% من معدات المشروع الكلية، فضلًا عن كونها الركيزة الأساسية لوحدات الإنتاج، وتم وصول الشحنات الخاصة بها إلى موقع المشروع بدمياط تمهيدًا للتركيب، كما تم إصدار معظم أوامر الشراء لمعدات المشروع، فضلا عن الانتهاء من تصنيع معظم خزانات المشروع بكل من ورش شركة صان مصر بالسويس وورش شركة البتروكيماويات المصرية بالأسكندرية وورش بعض شركات القطاع الخاص، وتم البدء في أعمال تصنيع الخزانات الكبيرة بالموقع، كما تم الانتهاء من تنفيذ جميع المرافق اللازمة لتشغيل المصنع، والتي تم تنفيذها بالتعاون مع هيئة ميناء دمياط، مما سيؤدي إلى وفر في الوقت والتكلفة للمرافق المستخدمة أثناء فترة الإنشاءات الحالية.
ويعد المشروع نموذجًا للتكامل بين شركات البتروكيماويات (إيكم وأبوقير للأسمدة وتكنولوجيا الأخشاب والإيثانول الحيوى والبتروكيماويات المصرية وموبكو وميثانكس مصر) فيما تشارك شركات إنبى كاستشارى وصان مصر كقائد لتحالف المقاول العام وبترجت كمصنّع محلى.
حضر الجولة المهندس حسانين محمد رئيس الإدارة المركزية لمكتب الوزير والمهندس علاء حجر وكيل الوزارة للمكتب الفنى والمهندس إبراهيم مكى رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات والمهندس أحمد محمود رئيس شركة موبكو والمهندس وائل لطفى رئيس شركة إنبى والمهندس خالد إبراهيم رئيس شركة صان مصر.