من المحتمل أن تكون إستراتيجية تسلا لتعزيز المبيعات من خلال تخفيضات الأسعار، قد عززت أقوى نمو في الإيرادات في خمسة أرباع، بينما خفضت الهوامش إلى أدنى مستوى لها في 3 سنوات في الفترة من أبريل إلى يونيو.
وأطلقت عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية بقيادة إيلون ماسك منذ أواخر العام الماضي، حرب أسعار لإذكاء الطلب وإخماد المنافسة من صنّاع السيارات مثل فورد موتور، والمنافسين الصينيين بما في ذلك “بي واي دي”، وفق وكالة رويترز.
ومن المتوقع أن تظهر أرباح تسلا الأربعاء المقبل، أن هامش ربحها الإجمالي انخفض إلى 18.9% في الربع الثاني، وبحسب 19 محللاً استطلعت آراؤهم شركة “فيزيبل ألفا” (Visible Alpha)، يمثل هذا انخفاضاً من 20.2% في الربع السابق، و25.9% في العام السابق.
وقال فيتالي غولومب، المصرفي الاستثماري، إن السبب الوحيد وراء تسليم تسلا، عدداً طفيفاً من السيارات في الربع الثاني مقارنة بالأشهر الـ3 السابقة، هو أنها خصمت بشدة على تكلفة هوامشها الربحية.
وأضاف أن شركة تسلا إلى حد كبير لها نفس سلسلة التوريد وضغوط الطلب، مثل باقي الشركات المصنعة الأخرى، ولديها مخزون متزايد من طراز (3) و(Y) الذي يبلغ عمره 3 و6 سنوات، ويبدو أنها تمتلك فائض يلبي الطلب.
وأنتجت شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في العالم، 13560 سيارة في الربع الثاني، أكثر مما أنتجته للعملاء، في حين تقلصت هذه الفجوة عن أرقام الربع الأول، إلا أنه اتجاه مقلق بالنسبة لتسلا التي توقعت في أكتوبر، أنها ستبيع كل مركبة صنعتها في المستقبل المنظور.
كما أن الافتقار إلى الموديلات الجديدة، جعل من الصعب على تسلا مواجهة منافسيها في الصين، حيث أثر التعافي الاقتصادي غير المتكافئ، والعروض الأكثر جاذبية من اللاعبين المحليين على الطلب.
وسجلت الشركة تسليمات قياسية لمركباتها المصنوعة في الصين بالربع. لكن حصتها من سوق محطات الشحن في البلاد تراجعت إلى 8.8% من 10.5% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، وفقاً لحسابات رويترز وبناءً على أرقام هيئة صناعة السيارات الصينية.
قال المحلل في شركة “مورنينغ” سيث غولدستاين: “من المرجح أن تنخفض حصة تسلا السوقية لقطاع السيارات الكهربائية بمرور الوقت. ومع ذلك، أعتقد أن المقياس الأنسب للنظر فيه هو إجمالي حصة الشركة في السوق، والتي تستمر في النمو مع استمرارها في زيادة عمليات التسليم”.
الشحن في المستقبل
ومع تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية، كانت تسلا تتحرك بقوة، للاستحواذ على حصة أكبر من سوق الشحن في الولايات المتحدة، في محاولة لتنويع إيراداتها.
وقد ارتبطت محطات الشحن بشركات من بينها فورد وجنرال موتورز، لاستخدام معيار الشحن في أميركا الشمالية، وهي خطوة ساعدت قيمتها السوقية بأكثر من الضعف هذا العام، لتصل إلى 880 مليار دولار.
وبعد هذه الشراكات، قالت العديد من شركات الشحن، إنها ستتبنى معيار تسلا.
وفي حين أن هذا سيسهم قليلاً في إيرادات الربع الثاني، والتي من المتوقع أن ترتفع 45.2% إلى 24.59 مليار دولار، وفقاً لرفينيتيف، ويتوقع المحللون أن يعزز صافي أرباح الشركة، بشكل كبير في المستقبل.
وتقدر شركة بايبر ساندلر، إيرادات تسلا من شبكة الشحن الخاصة بها، لتصل إلى 9.65 مليار دولار في عام 2032، مع أكثر من نصف المبيعات تأتي من المركبات الكهربائية، التي تنتجها شركات صناعة السيارات الأخرى باستخدام شبكتها.