وأضافوا أن قوات الأمن تقمع المتظاهرين بصورة أكثر عنفا، كما سُمع دوي طلقات نارية بصورة متزايدة.
من ناحية أخرى، أصبح المتظاهرون الأصغر سناً أكثر عنفاً، حيث يقومون بتخريب المباني وإشعال النيران في السيارات وحاويات القمامة وضرب رجال الشرطة.
حشد طلابي
وفي الأثناء كتب موقع “نورنيوز” المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، ردًا على الإذن الأمريكي بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين “وصول أمريكا إلى هذا المستوى من التدخل في شؤون إيران الداخلية ليس أمراً يمكن تجاهله وسيكون بالتأكيد مصحوبًا بالرد اللازم”.
وقد أظهرت مقاطع فيديو تلقتها “إيران إنترناشيونال”، اليوم الأحد أن حشدًا كبيراً من طلاب جامعة طهران رددوا هتافات مثل: “الجامعة يقظة، إنها مشمئزة من القمع”، خلال مساء أمس السبت.
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الشباب المحتجين على مقتل مهسا أميني وهم يضعون حواجز حول جسر منتزه “وي” في طهران، لمنع قوات الأمن من الوصول إلى مكان التجمع.
كما أعلنت منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، عن “اختطاف” عناصر الأمن الإيرانية، الطفل أمين خالقي (14 عاما)، خلال احتجاجات مدينة أشنوى غربي إيران. وأضافت “هنغاو” أنه لا توجد معلومات عن الطفل حتى الآن.
وحصلت “إيران إنترناشيونال” على مقطع فيديو لمحتجين إيرانيين يضرمون النار في صورة للمرشدين الإيرانيين خامنئي والخميني في كرغ.
كما تظهر مقاطع الفيديو المرسلة من إيران، استمرار الاشتباكات، أمس السبت، بين المحتجين وعناصر الأمن في شوارع شاهين شهر، وزرين شهر، في محافظة أصفهان وآمل في محافظة مازندران.
وفي اليوم نفسه، نُشر مقطع فيديو للاعتقال العنيف لمواطنة في زنجان، حيث اعتدى رجل أمن في ثياب مدنية على إحدى المعتقلات بصاعق في رقبتها.
التضامن مع المتظاهرين
فيما حث المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الحائز جائزة أوسكار مرتين، الأحد الناس في جميع أنحاء العالم على “التضامن” مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقفيها من شرطة الأخلاق الإيرانية.
وأشاد فرهادي بـ”النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن الإنسانية إلى جانب الرجال”، على خلفية موجة الاضطرابات التي تهز إيران منذ وفاة أميني البالغة 22 عاماً.
وقال فرهادي في رسالة بالفيديو على انستغرام “هنّ يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهنّ منها الدولة لسنوات”.
وأضاف “لقد سلك هذا المجتمع، وخصوصاً هؤلاء النساء، طريقاً قاسياً ومؤلماً للوصول إلى هذه النقطة، وقد بلغن بوضوح حالياً محطة مفصلية”.
ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سلطات إنفاذ القانون إلى التعامل “بحزم” مع المتظاهرين بعد تسعة أيام من الاحتجاجات على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة قُتل فيها أكثر من 40 شخصاً.
ونُظمت تظاهرات دعماً للاحتجاجات في إيران أمس السبت في دول عدة من بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق.
وتنفي السلطات أي تورط لها في وفاة مهسا أميني (22 عاما) المنحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). لكن منذ 16 سبتمبر(أيلول)، يخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلا للتظاهر.
وكانت الاحتجاجات والاضطرابات قد اندلعت في إيران بعد وفاة مهسا أميني “22 عاماً، التي تم اعتقالها في 13 سبتمبر(أيلول) الجاري، بسبب عدم التزامها بقواعد الزمي الإسلامي الصارم.
وتوفيت مهسا يوم الجمعة الماضي بعدما أصيبت بغيبوبة. وفي حين من غير الواضح ما الذي تسبب في وفاتها، يقول المنتقدون إن الشرطة استخدمت العنف ضدها.
وقُتل ما لا يقل عن 41 شخصاً، بينهم عناصر من قوات الأمن، بحسب حصيلة رسمية، فيما تؤكد مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.