وصرح رئيس شركة “إينرغوآتوم” المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية الأربع، بترو كوتين، للتلفزيون الرسمي الأوكراني، أن “القوات الروسية المتواجدة في محطة الطاقة النووية في زابورويجيا تنفذ برنامجاً لشركة روسآتوم (المشغل الروسي) يهدف إلى ربط المحطة بشبكة كهرباء القرم”.
وأضاف “للقيام بذلك يجب عليك أولا إتلاف خطوط الطاقة الخاصة بالمحطة المتصلة بنظام الطاقة الأوكراني.
ومن 7 إلى 9 أغسطس (آب) أتلف الروس 3 خطوط. وحالياً تعمل المحطة بخط إنتاج واحد فقط وهي طريقة عمل تشكل خطورة كبيرة”.
وحذر كوتين من أنه “عند فصل آخر خط إنتاج، سيتم تشغيل المحطة بمولدات تعمل بالديزل. وسيعتمد كل شيء بعد ذلك على قدرة المولدات ومخزون الوقود المتوافر”.
كارثة نووية
ومن جهته، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر حدوث كارثة نووية في زابوروجيا، مطالباً بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.
كما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن أي هجوم على محطات للطاقة النوويّة هو عمل “انتحاري”، داعياً إلى وقف العمليات العسكريّة في محيط زابورجيا حتى يتسنى للوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إليها.
ودفع القتال حديثاً حول المحطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة للتحذير من “خطر الحقيقي للغاية من وقوع كارثة نووية”.
ومحطة زابوريجيا التي تقع بالقرب من القرم تضم ستة مفاعلات من أصل 15 تملكها أوكرانيا وهي قادرة على توفير الطاقة لأربعة ملايين منزل.
وبحسب هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني واصل الروس قصف العديد من البلدات في شرق أوكرانيا حول تشيرنيغيف في الشمال، وخاركيف في الشمال الشرقي وكذلك مدينة ميكولايف في الجنوب.
وقالت كييف إنه تم إجلاء أكثر من 3 آلاف مدني بينهم 600 طفل من منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا التي تشهد معارك منذ جعلت السلطات عمليات الإجلاء هذه إلزامية في أواخر يوليو(تموز).
ولم يعد هناك سوى “350 الف نسمة بينهم 50 الف طفل” بعدما غادر حوالى 1.3 مليون شخص عقب اندلاع الحرب.
وما زال الوضع معقداً في محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا وهي الأكبر في أوروبا. وكان الموقع في الجزء الجنوبي من أوكرانيا هدفا نهاية الأسبوع الماضي لقصف لم يحدّد مصدره بعد فيما يتبادل الروس والأوكرانيون المسؤولية عنه.
وقال رئيس شركة Energoatom الأوكرانية بترو كوتين مساء أمس إنه في الوقت الراهن، الجيش الروسي “ينفذ برنامج (المجموعة الروسية) روساتوم الهادف إلى تحويلها إلى شبكات كهرباء القرم”.
وأوضح “الشرط الأول للقيام بذلك هو إتلاف خطوط الكهرباء التي تربط المحطة بنظام الطاقة الأوكراني. بين 7 و9 أغسطس (آب) دمر الروس 3 خطوط طاقة.
وفي الوقت الحالي، تعمل المحطة بخط واحد لإنتاج الكهرباء، وهي طريقة تشغيل خطيرة جداً” لأنه إذا قطع، “سيتعين على المصنع التحول إلى المولدات العاملة بالديزل، وسيعتمد كل شيء على موثوقيتها”.
جلسة طارئة
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي قصف محطة نووية أوكرانية في منطقة زابوريجيا في شرق البلاد.
وطلبت روسيا، أمس، عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر غد الخميس في نيويورك.
وسيتلقى المجلس المؤلف من 15 عضواً إحاطة من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي، حول الوضع في محطة زابوريجيا لتوليد الكهرباء.
قصف روسي
وفي الأثناء، وفي قصف روسي على منطقة دنيبروبيتروفسك الواقعة في وسط أوكرانيا الشرقي، قتل 13 مدنياً ليل الثلاثاء الأربعاء، حسبما أعلن الحاكم فالنتين ريزنيتشينكو.
وتوفي شخصان آخران متأثرين بجروحهما ليضافا إلى الحصيلة الأولى البالغة 11 قتيلاً التي كان أعلنها الحاكم قبيل ذلك عبر تلغرام.
تشكيلات جديدة
وقالت بريطانيا إن روسيا استحدثت “بشكل شبه مؤكد” تشكيلاً كبيراً جديداً للقوات البرية لدعم عملياتها في أوكرانيا، وأضافت وزارة الدفاع البريطانية في نشرتها الاستخباراتية اليومية على تويتر إن “هذه الوحدة، التي يطلق عليها اسم الفيلق الثالث، مقرها مدينة مولينو شرقي العاصمة موسكو”.
وتابعت الوزارة أن القادة الروس ما زالوا يواجهون “تضارباً في أولويات العمليات” لتعزيز هجومهم في منطقة دونباس الشرقية، فضلاً عن تعزيز الدفاعات للتصدي للهجمات المضادة الأوكرانية في الجنوب
انفجار مطار ساكي
وفي السياق، وقعت انفجارات خلفت قتيلاً وجرحى أمس في مستودع ذخيرة في مطار عسكري في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في وقت أعلنت موسكو، في تطور منفصل، وقف شحنات النفط عبر أوكرانيا.
وقال الجيش الروسي في بيان “انفجرت ذخائر تابعة لسلاح الجو في مستودع يقع في مطار ساكي العسكري قرب بلدة نوفوفيودوروفكا”.
وقال إنه “لم يتسبب إطلاق نار أو قصف بهذه الانفجارات التي أبلغت عنها أولاً سلطات شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 وهي تقع على خط المواجهة في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي انطلق في 24 فبراير (شباط)”.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كرة نار تتشكل بعد انفجار مدوٍ، في حين تصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء وراح مصطافون يغادرون الشاطئ القريب بعدما أصيبوا بالذعر.
وقال زعيم القرم سيرغي أكسيونوف إن “شخصاً قتل في هذه الانفجارات فيما أفاد وزير الصحة كونستانتين سكوروبسكي أن 5أشخاص أصيبوا بجروح بينهم طفل”.
وقال النائب الروسي المنتخب في شبه الجزيرة أليكسي تشيرنياك “السياح ليسوا في خطر. نطلب منكم الحفاظ على هدوئكم”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس خلال خطابه اليومي “القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبداً. لن ننسى أن احتلال شبه جزيرة القرم كان بداية حرب روسيا ضد أوكرانيا”، مضيفاً “بدأ العالم يدرك أنه كان مخطئا عام 2014 عندما قرر عدم القيام الرد بكل قوته على الأعمال العدوانية الأولى لروسيا”.
النفط الروسي
وعلى صعيد أخر، توقف في الرابع من أغسطس (آب) نقل شحنات النفط الروسي عبر الاراضي الاوكرانية الى المجر وسلوفاكيا وتشيكيا الأعضاء في الاتحاد الاوروبي والتي ليس لها منافذ على البحر، وفق ما اعلنت الثلاثاء الشركة الروسية المسؤولة عن نقل المحروقات.
وأوضحت ترانسنفت أن الدفع مقابل حق العبور عبر أوكرانيا لشهرأغسطس (آب)، والذي تم في 22 يوليو (تموز)، رُفض في 28 منه بسبب دخول بعض العقوبات المفروضة على روسيا حيز التنفيذ.
ويتعلق الأمر بالشحنات عبر فرع خط أنابيب دروجبا الذي يعبر أوكرانيا ويوصل النفط إلى البلدان الثلاثة المعنية.
وأكدت أن عمليات التسليم إلى بولندا وألمانيا عبر بيلاروسيا “مستمرة بشكل طبيعي”.
ويحاول الاتحاد الأوروبي منذ بداية النزاع في أوكرانيا تقليل اعتماده في مجال الطاقة على روسيا التي يتهمها باستخدام إمداداتها من المحروقات “كسلاح حرب”، واختار في يونيو (حزيران) فرض حظر تدريجي على النفط الروسي.
ويتوقع أن تتوقف واردات النفط الخام بحرا خلال 6 أشهر، بينما خفض الروس بشكل كبير إمدادات الغاز إلى أوروبا في الأسابيع الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، سمح بتمديد الإمداد عن طريق خط أنابيب دروجبا “مؤقتاً” دون موعد نهائي. وهو استثناء حصل عليه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يقيم علاقات جيدة مع فلاديمير بوتين وتعتمد بلاده في استهلاكها على هذا النفط الروسي الرخيص بنسبة 65%.
الألغام
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تقديم 89 مليون دولار لأوكرانيا لمساعدتها على التخلص من بقايا المتفجرات الناجمة عن “الحرب العدوانية الروسية الوحشية”، وفق بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال البيان إن “الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا أدى إلى انتشار الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة في مساحات شاسعة من البلاد”، وهو ما يؤثر على الزراعة وجهود إعادة الإعمار، ويمنع عودة النازحين.
وبموجب هذا التمويل، سيتم إرسال 100 فريق لإزالة الألغام “وتدريب وتجهيز واسع النطاق لتعزيز قدرة الحكومة الأوكرانية على إزالة الألغام والمتفجرات”.
وتقول الوزارة إنه، ومنذ عام 1993، استثمرت الولايات المتحدة أكثر من 4.2 مليار دولار للتطهير الآمن للألغام الأرضية وغير ها في 100 دولة وإقليم، وإن “الولايات المتحدة هي أكبر داعم مالي في العالم لتدمير الأسلحة التقليدية”.
وفي اتصال هاتفي مساء أمس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون أهمية مواصلة “دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة”.
المسؤولية
وبدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي إن “ما يجري بأوكرانيا يتحمل مسؤوليته الغرب، لأنه دفع كييف لامتلاك أسلحة نووية وتهديد الأمن الروسي”.
وقال سلوتسكي في تصريح لقناة “آر تي” تعليقاً على الأوضاع في أوكرانيا إن “الغرب يتحمل مسؤولية ما يجري، لأنه دفع كييف وشجعها على امتلاك أسلحة نووية ما أوجد مخاطر تهدد الأمن الروسي وهو ما لم ولن تسمح به روسيا”.
وأضاف “الغرب يريد المواجهة مع روسيا وما يحصل هو مواجهة بالوكالة”، ولفت إلى أن المفاوضات مع الجانب الأوكراني مجمدة ولا يمكن التكهن بمستقبلها، موضحاً أن العلاقات الروسية الأمريكية عند أدنى مستوياتها”.
وفي موازاة ذلك، بدأت عمليات الإبحار المنتظمة عبر البحر الأسود لإمداد أسواق السلع الزراعية العالمية الأسبوع الماضي بموجب اتفاق وقعته الأطراف المتحاربة في 22 يوليو (تموز) واستمرت بمغادرة سفينتين الثلاثاء ميناء تشورنومورسك الأوكراني وهما تنقلان 70 ألف طن من الحبوب.
وعلى صعيد أخر، أطلقت روسيا أمس من كازاخستان، قمر مراقبة إيرانياً “يمكن” وقالت الصحافة الأمريكية إن روسيا ستستفيد منه لدعم هجومها في أوكرانيا، وهو ما دحضته طهران.
ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس مصادقة الولايات المتحدة على طلبَي انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي خطوة من شأنها توسيع التحالف الغربي رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.