وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس الإثنين، إن العالم على بعد “خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية”، محذراً من مخاطر التصعيد في أوكرانيا.
وفي مستهل مؤتمر للدول الـ191 الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، قال غوتيريس، “حالفنا الحظ بشكل استثنائي حتى الآن. لكن الحظ ليس استراتيجية، ولا يقي من التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم إلى حد النزاع النووي”.
ويتشارك القلق مع غوتيريش رئيس هذا المؤتمر الأرجنتيني غوستافو زلاوفينين الذي اعتبر أن “التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية …عاد إلى المستوى الذي كان عليه خلال الحرب الباردة”.
ومع تفاقم المخاوف من تصعيد نووي، جددت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الإثنين، التأكيد على هذا التعهد في إعلان مشترك، مكررة أن “الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها أبداً”.
دعوات للتهدئة
وانتقدت القوى النووية الثلاث “الحرب العدوانية غير المشروعة وغير المبررة التي تشنها روسيا على أوكرانيا”، داعية موسكو إلى احترام التزاماتها الدولية و”وضع حد لخطابها النووي وسلوكها غير المسؤولَين والخطيرين”.
بدورها، وجهت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك انتقاد شديد في الأمم المتحدة للتهديدات النووية من جانب روسيا.
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، في نيويورك أمس الإثنين، إن روسيا استخدمت مراراً “خطاباً نووياً طائشاً” عرضت به جهود الـ50 عاماً الأخيرة من أجل الحد من الأسلحة النووية، للخطر.
رد روسي
ورداً على تلك الاتهامات، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة نشرها الكرملين، إن بلاده التي أعلنت قبيل شنها الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وضع قواتها النووية في حالة تأهب، تبقى وفية لـ”نص وروح” المعاهدة. وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك “رابحون” في حرب نووية لا ينبغي “إطلاق العنان لها أبداً”.
واعتبر الخبراء، أن كلمات بوتين للمنتدى الذي ينصب على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تهدف إلى توجيه رسالة مطمئنة وتصوير روسيا على أنها قوة نووية مسؤولة.
تناقض
ويتناقض هذا مع تصريحات سابقة للرئيس الروسي وغيره من السياسيين الروس التي فُسرت في الغرب على أنها تشمل تهديدات باستخدام أسلحة نووية.
وفي خطاب ألقاه في 24 فبراير (شباط) مع شنه الغزو على أوكرانيا، أشار بوتين بوضوح إلى الترسانة النووية التي تملكها بلاده وحذر القوى الخارجية من أن أي محاولة للتدخل “ستؤدي إلى عواقب لم تواجهوها من قبل في تاريخكم”.
وبعد أيام، أمر بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى.
دعم جديد
ورغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد في أوكرانيا، إلا أن أسلحة غربية جديدة شقت طريقها إلى البلد. وسارعت ألمانيا لتزويد كييف بأسلحة نوعية جديدة، وأفادت الحكومة الأوكرانية مساء أمس الإثنين، بوصول قاذفات الصواريخ المتعددة “مارس 2” من ألمانيا.
وتأتي هذه الدفعة من المساعدات العسكرية، بعد أسبوع من إعلان وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت عن توريد ثلاث قاذفات صواريخ، ودبابات دفاع جوي طراز جيبارد، وأنظمة مدفعية طراز هاوتزر 2000.
من جهته، أعتبر الرئيس البولندي اندريه دودا أن روسيا تمثل خطراً على أوروبا. وفي تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونغ” الألمانية اليوم الثلاثاء، قال دودا “إذا لم تصمد أوكرانيا في مقاومتها البطولية للخطط الإمبريالية (للرئيس الروسي فلاديمير لبوتين)، ستصبح بولندا ودول البلطيق مهددة بشكل مباشر بتوسيع جديد لنطاق النفوذ الروسي إلى وسط أوروبا”.
وكشف دودا، أن بلاده أهدت أوكرانيا 260 دبابة قديمة طراز “تي-72” سوفيتية الصنع، مشيراً إلى أن هناك فجوة حدثت داخل القوات المسلحة البولندية جراء ذلك وقال إن هذه الفجوة يتعين سدها عبر شراء دبابات جديدة.
وأوضح دودا، أن بلاده تأمل في توريد دبابات ليوبارد الألمانية وذلك في إطار ما يعرف بعملية التبادل الدائري والتي لم تتم حتى الآن.
ويعني التبادل الدائري أن يقوم أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دول شرق أوروبا بتوريد أسلحة سوفيتية الصنع إلى أوكرانيا، على أن تحصل هذه الدول في المقابل على أسلحة من ألمانيا لتعويضها عن الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا.
وتشعر وارسو بخيبة أمل حيال عملية التبادل الدائري مع الجانب الألماني وأعربت عن عدم رضاها عن العرض المقدم من ألمانيا لتعويضها عن المدرعات المقدمة لأوكرانيا إذ عرضت برلين توريد 20 دبابة فقط طراز “ليوبارد 2” اعتباراً من عام 2023.