الفاو: 193 مليون شخص في 53 دولة عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال عام 2021
برنامج الأغذية العالمي: متوقع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى 323 مليون شخص بحلول نهاية 2022
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عدداً جديداً من سلسلة “اتجاهات العالم”، والتي تعتبر سلسلة غير دورية، تهدف إلى رصد وتحليل أبرز التغيرات والتطورات الإقليمية والعالمية، سواء على مستوى الدول، أو الأقاليم، أو النظام العالمي.
وأشار المركز إلى أن العدد الجديد من سلسلة “اتجاهات العالم”، جاء تحت عنوان ” مستقبل الغذاء”، والذي يكتسب أهمية خاصة في ضوء ما يتعرض له العالم حالياً من أزمات وتهديدات بالغة أثرت بشكل كبير على الأمن الغذائي لدول العالم وساهمت في تفاقم أزمة الغذاء عالمياً.
وأوضح المركز، أن التقرير اشتمل على أربعة أقسام رئيسية، تناول القسم الأول أسباب تغير أنماط الغذاء، والذي أشار إلى أن تغير المناخ وما يرتبط به من ظروف مناخية قاسية وحالات جفاف وحرائق وآفات وأمراض، يهدد إنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم، كما أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي العالمي في جميع دول العالم تقريبًا، فقد انخفضت الدخول وتعطلت سلاسل إمداد المواد الغذائية، وعمق الوباء من أزمة الجوع في العالم لاسيما الدول الأشد فقرًا.
فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد عما كان عليه قبل الوباء ليصل إلى 276 مليون شخص، ومن المقُدر وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفاع هذا العدد إلى 323 مليون شخص بحلول نهاية عام 2022، بسبب الآثار المستمرة للأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، كما أدى الصراع الروسي الأوكراني إلى تعطيل ما يقرب من ثلث سوق القمح في العالم؛ مما أدى إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي.
أما القسم الثاني من التقرير فسلط الضوء على مستقبل اللحوم والألبان، موضحاً أن إنتاج اللحوم يرتبط بتكاليف بيئية كبيرة من حيث استخدام المياه، وإنتاج غاز الميثان، والتلوث الناجم عن نفايات الحيوانات، فتربية المواشي، بما في ذلك إنتاج اللحوم، مسؤولة عن 37% على الأقل من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما تساهم في تدهور الأراضي، فتستحوذ تربية المواشي حاليًا على 77% من الأراضي الزراعية العالمية وأكثر من ثلث المحاصيل العالمية، بما في ذلك ما يقرب من 80% من فول الصويا العالمي، الذي يستخدم كعلف للحيوانات.
وأشار التقرير إلى أنه تم ابتكار طرق جديدة لإنتاج اللحوم دون اللجوء إلى ذبح الحيوانات؛ لتقليل الطلب على اللحوم الحيوانية، فقد تم تصنيع اللحوم من النباتات بشكل كامل، ووصل الأمر إلى استزراع اللحوم من الخلايا الحيوانية، واللحوم النباتية مثلها مثل اللحوم الحيوانية، تتكون من البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والماء.
وأصبحت اللحوم النباتية مصدرًا رئيسًا للحصول على البروتينات البديلة في الولايات المتحدة، ويعود تاريخ صناعة اللحوم النباتية في الولايات المتحدة إلى القرن التاسع عشر، ومن أنجح شركات العالم التي تعمل في مجال تصنيع اللحوم النباتية، شركةBeyond Meat شركة أمريكية متخصصة في بدائل اللحوم النباتية-.
أما عن اللحوم المستزرعة أو القائمة على الخلايا فهي منتجات حيوانية حقيقية تُصنع في المختبرات عن طريق المفاعلات الحيوية، باستخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من عضلات البقر الحي، ويمكن اشتقاق الخلايا المستخدمة في اللحوم المزروعة من أنواع مختلفة من الخلايا الجذعية أو السلائف، وقد تم العثور على هذه الخلايا في أجنة الحيوانات، ونخاع العظام؛ بهدف إنتاج نوع من اللحوم يحاكي منتجات اللحوم المشتقة تقليديًا من الحيوانات، وفي ديسمبر 2020، تمت الموافقة على بيع اللحوم المستنبتة، من قبل الهيئة التنظيمية لأول مرة في سنغافورة، وبذلك أصبحت سنغافورة أول دولة توافق على بيع مثل هذه المنتجات.
وخلال العقد الماضي، انخفض عدد الأشخاص الذين يشربون حليب البقر، حيث استبدل الأشخاص البدائل النباتية بمنتجات الألبان، مثل حليب الشوفان واللوز، وجوز الهند، ومن غير المتوقع أن يتوقف نمو الطلب على الألبان النباتية، فكل أسبوع تظهر أنواع جديدة من الحليب النباتي في جميع أنحاء العالم.
في حين تحدث القسم الثالث من التقرير عن موضوع الأغذية البديلة، مشيراً إلى أنه لمضاعفة الإنتاج الغذائي الحالي لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان المتزايدين، قد تكون الحشرات الصالحة للأكل حلًا لتلبية احتياجات السكان، فستساعد الحشرات الصالحة للأكل على توفير مصدر مهم للغذاء، فقد استخدم نحو 2 مليار شخص الحشرات بالفعل كمصدر للغذاء من قبل العديد من الثقافات المختلفة لعدة قرون؛ مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مستقبل الأمن الغذائي، وفقًا للتقديرات يتم استهلاك ما يقرب من 2.1 ألف نوع من الحشرات في نحو 140 دولة، ويتم استهلاك مجموعة واسعة من الحشرات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فمن المرجح أن تلعب زراعة الأعشاب البحرية دورًا ذا قيمة متزايدة في المستقبل كمصدر رئيس للتغذية وللتعويض عن آثار التغير البيئي، فتعد تربية الأحياء المائية البحرية العنصر الأسرع نموًا في إنتاج الغذاء، فتشكل أكثر من 7٪ سنويًا، والتي تتجاوز معدلات النمو الإجمالية للزراعة البالغة نحو 2٪ سنويًا، فمن المقترح أن تلعب تربية الأحياء المائية دورًا مهمًا في تطوير الأنظمة الغذائية.
أما القسم الرابع والأخير من التقرير والذي جاء تحت عنوان ” الذكاء الاصطناعي ومستقبل الغذاء”، فقد أوضح أنه يمكن أن يسمح تحرير الجينوم بالتحول إلى نظام غذائي أكثر صحة واستدامة بيئيًا، فيمكن أن يتيح إنشاء لحوم نباتية أو مستنبتة ومنتجات ألبان تحاكي طعم المنتجات الحيوانية، ويمكن التخلص من المواد المسببة للحساسية أو تصميم المواد الغذائية لتلبية احتياجات المراحل المختلفة من حياة الناس.