وتمر الشمس بدورات من النشاط المرتفع والمنخفض تتكرر كل 11 عامًاً تقريباً، ومن المتوقع أن يعاود نشاطها الارتفاع عام 2025.
وبحسب موقع “نيو ساينتست”، قامت الباحثة كارولينا زيلي فييرا وزملاؤها بتحليل سجلات الوفيات بين عامي 1985 و2013 في مدينة أمريكية وقارنوا الوفيات المرتبطة بالقلب ببيانات العواصف الشمسية، ووجدوا أن المزيد منها حدثت في الأيام التي شهدت اضطراب المجال المغناطيسي للأرض بسبب عواصف شمسية.
ولفهم الآليات الكامنة وراء الظاهرة، قام فريق البحث بتحليل مخططات لكهرباء القلب لدى 800 رجل. وتبين أن الرجال كانوا أكثر تعرضاً لتقلّب معدل ضربات القلب عندما عطّلت عاصفة شمسية المجال المغناطيسي للأرض.
وقالت زيلي فييرا: “تعمل العواصف الشمسية على تحويل المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية، والمعروفة أيضاً باسم ساعات الجسم، والتي تلعب دوراً هاماً في تنظيم معدل ضربات القلب ووظائف الجسم الأخرى”.
وكانت أبحاث سابقة قد ربطت النشاط الشمسي العالي بزيادة معدلات الاكتئاب والانتحار والولادة المبكرة، والتي قد تكون مرتبطة بشكل مشابه باضطرابات الساعة البيولوجية، كما تعتقد زيلي فييرا.
ويبدو أن الأنواع الأخرى من الكائنات تتأثر أيضاً، حيث أصبحت رؤية سلاسل الحيتان أكثر شيوعاً خلال موجات النشاط الشمسي، واستغرق الحمام الزاجل وقتاً أطول للتنقل إلى وجهاتهم أثناء العواصف الشمسية.
وقالت زيلي فييرا: “إذا فكرت في الكيفية التي تشكل بها الشمس أكثر من 99% من كتلة نظامنا الشمسي، فمن المنطقي أنها يمكن أن تؤثر على صحتنا بطرق مختلفة”.
ويحاول فريق البحث الآن فهم كيف بالضبط يؤثر النشاط الشمسي على القلب، حتى يتمكنوا من إيجاد طرق لحماية الأشخاص المعرضين للخطر عند توقع العواصف الشمسية. ومن المتوقع حدوث طفرة كبيرة قادمة في النشاط الشمسي في عام 2025.