أثار إعلان البنك العربي عن هويته المؤسسية المحدثة موجة من الانتقادات والاستياء في الأوساط الشعبية والاقتصادية، حيث اعتبر العديد من المراقبين أن الشعار الجديد يشكل “تخلياً” عن الهوية العربية الأصيلة للبنك، خاصة مع استبدال الشعار القديم الذي تضمن رمزية لخريطة الوطن العربي بتصميم مجرد يفتقر إلى العمق والمعنى.
فور الكشف عن الشعار الجديد، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة، حيث عبر المستخدمون عن “صدمتهم” من إزالة ما اعتبروه “رمزاً للوحدة والانتماء العربي”. وتساءل العديد عن الدوافع الكامنة وراء هذا التغيير، معتبرين أنه يتماشى مع توجه عالمي نحو “التجريد” و”العولمة” على حساب الهويات المحلية والقومية.
وانتقد خبراء في التسويق والعلاقات العامة الخطوة، مشيرين إلى أن البنك العربي يتمتع بتاريخ طويل وسمعة راسخة في المنطقة العربية، وأن تغيير الهوية بهذه الطريقة قد يؤدي إلى “إضعاف” العلاقة مع العملاء الذين يرون في البنك رمزاً للعروبة والاعتزاز بالهوية الوطنية.
وأشار محللون اقتصاديون إلى أن البنك العربي، بصفته مؤسسة مالية كبرى، يجب أن يكون حريصاً على “عدم إثارة الجدل” في قضايا حساسة مثل الهوية والانتماء، وأن التركيز على الجوانب التقنية والتكنولوجية يجب ألا يكون على حساب القيم والمبادئ التي تأسس عليها البنك.
في المقابل، دافع بعض المؤيدين للتغيير عن الهوية الجديدة، معتبرين أنها “تعكس التطور” و”مواكبة العصر”، وأن التركيز يجب أن يكون على جودة الخدمات المصرفية والابتكار المالي، وليس على الرموز والشعارات.
إلا أن هذا الرأي لم يلقَ قبولاً واسعاً، حيث يرى الكثيرون أن البنك العربي، بصفته مؤسسة مالية عربية عريقة، يجب أن يكون حريصاً على الحفاظ على هويته وتميزه في ظل المنافسة الشديدة في القطاع المصرفي العالمي.