تجاوز سعر بتكوين حاجز 105 ألف دولار لأول مرة في تاريخه، بعد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، التي أشارت إلى دعمه لتعزيز مكانة العملات الرقمية. وخلال مقابلة مع جيم كريمر على قناة «شبكة الأخبار الاقتصادية الأميركية» يوم الخميس، ألمح ترامب إلى إمكانية المضي قدماً في خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين على غرار الاحتياطي الاستراتيجي للنفط.
وقال ترامب: «سنقوم بشيء كبير مع العملات الرقمية؛ لأننا لا نريد أن تسيطر عليها الصين أو أي دولة أخرى. نريد أن نكون في المقدمة».
ورغم غموض التصريحات، ساهم إدراج شركة «مايكروستراتيجي» – أكبر شركة تمتلك بيتكوين في العالم – ضمن مؤشر «ناسداك 100» في تعزيز ارتفاع العملة الرقمية. ومع هذا الدعم، يبدو أن الهدف التالي هو الوصول إلى حاجز 110 آلاف دولار.
وتمتلك «مايكروستراتيجي» نحو 425,000 عملة بيتكوين تُقدّر قيمتها حاليًا بحوالي 45 مليار دولار، ما يعادل حوالي 2% من القيمة الإجمالية لسوق بيتكوين، وفقًا لبيانات «خزائن بيتكوين». وقد ارتفعت أسهم الشركة بنحو 6% في تداولات ما قبل افتتاح السوق.
تأثير إدارة ترامب
كانت العملات الرقمية أحد المستفيدين الرئيسيين؛ مما يُعرف بـ«تداولات ترامب»، حيث يُتوقع أن تتبع إدارته نهجاً أكثر تساهلاً في تنظيم الأسواق المالية بشكل عام والعملات الرقمية بشكل خاص. وفكرة إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، الذي يقتصر عرضه على 21 مليون عملة، لا تزال غير واضحة. وتشير بيانات «خزائن بيتكوين» إلى أن الحكومات تمتلك حوالي 13.9% من إجمالي المعروض، حيث تتصدر الولايات المتحدة والصين المشهد. وتملك الولايات المتحدة أقل من 200 ألف عملة بيتكوين بقيمة 20.7 مليار دولار، بينما تمتلك الصين 190 ألف عملة بقيمة مشابهة.
ارتفع سعر بيتكوين بأكثر من 190% هذا العام، مدفوعة بإطلاق صناديق مؤشرات متداولة في السوق الأميركية مرتبطة بسعر بيتكوين الفوري. ووفقاً لبيانات «مجموعة بورصة لندن»، جذبت هذه الصناديق استثمارات بقيمة تقارب 35 مليار دولار، وكان صندوق «صندوق بيتكوين تراست» التابع لشركة «بلاك روك» هو الأكثر استفادة، حيث يمتلك أكثر من 500,000 عملة بيتكوين.
مستقبل بيتكوين تحت إدارة ترامب
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بأن إدارته ستحتفظ بنسبة 100% من جميع عملات بيتكوين التي تمتلكها الحكومة، أو تكتسبها في المستقبل. ومع ذلك، فإن فكرة الاحتفاظ باحتياطي كبير قد تثير مخاوف لدى المستثمرين، حيث سيؤدي ذلك إلى تقليل عدد العملات المتاحة للتداول، مما قد يتسبب في اضطرابات إذا قررت الحكومة بيع جزء من هذه الأصول. وتشير الاقتراحات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يدير هذا الاحتياطي لصالح وزارة الخزانة، على غرار الذهب، أو قد يكون تحت إشراف مباشر للرئيس والكونغرس كما هو الحال مع احتياطي النفط.
فريق ترامب
وأظهر ترامب اهتماماً بارزاً بملف العملات الرقمية من خلال تعيين ديفيد ساكس، المدير التنفيذي السابق لـ«باي بال»، مسؤولًا عن الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية في البيت الأبيض. كما أعلن عزمه على تعيين بول أتكينز، المحامي المؤيد للتشفير، رئيسًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات، في خطوة تعتبر تحولًا عن السياسات المتشددة لرئيس الهيئة الحالي، غاري غينسلر.
يبدو أن بيتكوين سيستمر في تحقيق مكاسب تاريخية وسط دعم سياسي وإقبال متزايد من المستثمرين، ما يعزز مكانته كأحد أبرز الأصول الرقمية في العالم.