رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان
آخر الأخبار

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

ارتفاع درجات الحرارة يضرب المحاصيل الزراعية في مصر

مع تغيّر المناخ، أصبحت درجات الحرارة المرتفعة تؤثر في الإنتاجية الزراعية، وترفع التكاليف على صغار المزارعين في مصر. وأصبح هؤلاء يهجرون الحقول في منتصف النهار، هرباً من أشعة الشمس الحارقة، والحرارة اللاهبة التي تصل إلى أكثر من 40 درجة.

نقلت صحيفة “لي زيكو” الفرنسية عن مزارعين في دلتا النيل، قولهم إنهم يتوقفون عن العمل في ساعات الصباح، تجنباً للحر.

وأوضحت الصحيفة أن ميزان الحرارة في مصر  حطّم الأرقام القياسية في وقت مبكّر من العام، إذ ارتفعت درجات الحرارة من مايو إلى يوليو إلى 45 درجة في أسوان جنوبي البلاد، و42 درجة في بعض محافظات الدلتا، وفقاً لسجلات مركز معلومات التغيّر المناخي التابع لوزارة الزراعة.

انخفاض الإنتاجية

قال مدير مركز المعلومات عن تغير المناخ، محمد علي فهيم، إن “حلول الصيف باكراً يعطل عملية الإزهار”. وأضاف الباحث الذي يتولى مركزه المسؤولية اليومية عن تقديم التنبؤات والنصائح للمزارعين: “مع ذلك، قد تظهر مثل هذه الاضطرابات أيضاً إثر فصول شتاء طويلة وشديدة البرودة، أو من خلال تقلبات كبيرة في درجات الحرارة خلال فترات زمنية قصيرة”.

لا تتوفر حالياً إحصاءات حول تأثير الحرارة هذا الصيف على الإنتاجية على المستوى الوطني، خصوصاً أن جزءاً من موسم الحصاد الصيفي لم يتم بعد. مع ذلك، يقدر البعض لانخفاض الإنتاجية هذا العام بنحو النصف.

مشكلة مزدوجة

وفقاً للمعهد الدولي للأبحاث حول السياسات الغذائية، “يمكن أن تكون مشكلة الحرارة مصدر قلق، بالإضافة إلى أن مياه الري وملوحتها قد تسبب انخفاض المحاصيل السنوية بنسبة 10% في البلاد حتى عام 2050”.

يذكر أن الموارد المائية المتاحة لمصر، ومعظمها يأتي من نهر النيل، هي في الواقع غير كافية لتلبية الاحتياجات الوطنية المتزايدة، فضلاً عن أن ارتفاع مستوى البحر الأبيض المتوسط ​​يؤدي إلى تفاقم تسرب المياه المالحة في شمال الدلتا.

تهديد للأمن الغذائي

يُتوقع أن يؤثر انخفاض الإنتاجية بشكل خاص في تراجع محصول الذرة بنسبة 16%، والمحاصيل السكرية (-12%) والفواكه والخضروات (-12%)، علماً أن هذه المحاصيل ضرورية لمصر لضمان الأمن الغذائي لعدد سكانها المتزايد، وكذلك لدعم صادراتها، خصوصاً أن مصر تعتبر أكبر مصدر للفراولة المجمدة على مستوى العالم. وفي مثل هذه الظروف، ترتفع تكاليف المزارعين في محاولة لمكافحة آثار المناخ.

اترك تعليقا