رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة.. أرقام لا مثيل لها في حروب القرن

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن إسرائيل تَعتبِر مقتل المدنيين في قطاع غزة جزءًا مؤسفًا ولكن لا مفرّ منه، مشيرة إلى الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن الحملات العسكرية التي شنّتها الولايات المتحدة نفسها ذات يوم في العراق وسوريا.

لكن مراجعة الصراعات الماضية والمقابلات مع خبراء الأسلحة تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي مختلف، ففي حين أن أعداد القتلى في زمن الحرب لن تكون دقيقة، يقول الخبراء إنه حتى القراءة الأولية لأرقام الضحايا الواردة من غزة تُظهر أن وتيرة الموت خلال الحملة الإسرائيلية ليس لها مثيل في هذا القرن.

ويقول الخبراء، إن الناس يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي تعرّضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان.

وبحسب الصحيفة، فوجئ خبراء ضحايا الصراع بعدد الأشخاص الذين تم الإبلاغ عن مقتلهم في غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال، ومدى سرعة مقتلهم.

 

ولا يقتصر الأمر على حجم الضربات فحسب، ولكن أيضًا طبيعة الأسلحة نفسها، إذ يقول خبراء إنه لأمر مثير للدهشة، استخدام إسرائيل المفرط لأسلحة كبيرة جدًّا في المناطق الحضرية المزدحمة، بما في ذلك القنابل الأمريكية الصنع التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي يمكن أن تسوّي برجًا سكنيًا بالأرض.

وعلى النقيض من الإستراتيجيات العسكرية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين، حيث كانت القنابل الصغيرة مفضّلة على الأهداف الحضرية، فإن استخدام إسرائيل للأسلحة الضخمة في غزة يثير تساؤلات حول مدى تناسب القوة وملاءمتها.

وأعرب مارك جارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة PAX الهولندية ومحلل استخبارات كبير سابق في البنتاغون عن دهشته، مشيرًا إلى أن حجم وطبيعة التفجيرات يفوق أي شيء شهده التاريخ الحديث.

ويبرّر الجيش الإسرائيلي بأن غزة صغيرة وكثيفة، ويعيش فيها مدنيون بجوار وربما فوق مقاتلي حماس الذين يعتمدون على شبكات الأنفاق لحماية أنفسهم وأسلحتهم، ما يضع السكان مباشرة في خط النار، كما يقول الجيش.

 

ويشير الباحثون إلى ما يقرب من 10.000 امرأة وطفل تمّ الإبلاغ عن مقتلهم في غزة باعتباره مقياسًا تقريبيًّا للوفيات بين المدنيين في القطاع، فيما يقول مسؤولون وخبراء دوليون مطّلعون على الطريقة التي يجمع بها مسؤولو الصحة في غزة الأرقام الإجمالية بأنها موثوقة بشكل عام.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، قد تمّ الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في غزة مقارنة بأوكرانيا بعد عامين تقريبًا من الهجمات الروسية.

وبحسب تقديرات منظمة “إيراك بودي كاونت”، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة، تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من النساء والأطفال في غزة في أقل من شهرين، مقارنة بحوالي 7700 مدني قُتلوا على يد القوات الأمريكية وحلفائها الدوليين في العام الأول بأكمله من غزو العراق في عام 2003.

وقد بدأ بالفعل عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ بدء الحملة الإسرائيلية في الشهر الماضي يقترب من عدد المدنيين الذين تمّ توثيق مقتلهم على يد الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان، والبالغ عددهم 12400 تقريبًا.

إن حدّة الصراع، واستخدام القنابل الكبيرة، وتأثيره على المدنيين، تدفع إلى عقد مقارنات مع صراعات سابقة، وإدارة بايدن التي شكّكت في البداية في عدد القتلى، تعترف الآن بأن الأرقام قد تكون أعلى من ذلك.

وتقول الصحيفة إن الوضع المستمرّ يؤكد على الاعتبارات الأخلاقية للإستراتيجيات العسكرية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ويثير تساؤلات أوسع حول الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية، ولا يزال الصراع في غزة يثير التدقيق والقلق الدوليين.

اترك تعليقا