تأمل البنوك المصرية في ظل نقص العملات الأجنبية، جذب دولارات جديدة من خلال الودائع بعوائد عالية، وفقاً لما نقلت صحيفة لو فيغارو الفرنسية.
وتواجه المصارف ضعف ثقة المودعين والمنافسة القوية في السوق السوداء، مع العلم بأن البنكين المصريين الرئيسيين يعملان بكل الوسائل لجذب العملات الأجنبية بحسب الصحيفة.
وتصدياً للنقص المقلق للسيولة الذي يواجهه النظام المصرفي المصري منذ عام ونصف، يسعى أكبر بنكين عامين في البلاد بكل الوسائل إلى جذب العملات الأجنبية.
وتفتخر شركة تروج لعروض ترويجية جديدة بالدولار لبنك مصر والبنك الأهلي المصري قائلة: “هذا هو أعلى سعر فائدة على شهادة إيداع بالعملة الأجنبية يقدمها الجهاز المصرفي المصري على الإطلاق منذ التسعينيات”.
ومنذ نهاية شهر يوليو الماضي، يعرض البنك الأهلي المصري، شهادات إيداع على مدى ثلاث سنوات بعوائد سنوية تبلغ 9% بالجنيه – تُدفع الفائدة بالكامل عند الاكتتاب – و 7% بالدولار.
ومن خلال هذه العروض التي تستهدف المغتربين والأجانب والمقيمين المصريين، يأمل البنك الأهلي المصري في جذب ما لا يقل عن 4 مليارات دولار من رؤوس الأموال الجديدة.
وتبع هذين البنكين، أول بنك مصري خاص، وهو البنك التجاري الدولي، وذلك منذ أوائل أغسطس، بشهادة إيداع لمدة عام واحد وبفائدة نسبتها 6% وبالعملة الأجنبية.
وبرر أحد ممثلي البنك هذا التصرف بقوله :”أردنا تلبية طلب عملائنا في ضوء البيئة الحالية لأسعار الفائدة وتشديد الأوضاع المالية في الأسواق الرئيسية” .
نقص كبير
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تعاني مصر من نقص كبير في العملات الأجنبية الضرورية لتنشيط اقتصادها وسداد ديونها الخارجية.
وفي يوليو الماضي، بلغ احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية 35 مليار دولار فقط، فيما كان يبلغ 41 مليار دولار في بداية عام 2022 ، وذلك نتيجة للهروب الهائل لرأس المال المضارب وارتفاع أسعار الحبوب المستوردة.
وبلغ التضخم أعلى مستوياته في عام عند 36.5% في يوليو الماضي، وفقدت العملة رسمياً نصف قيمتها عند 30 جنيهاً للدولار.
وأصبح الحصول على العملات الأجنبية من البنوك أمراً صعباً وتطور سوق صرف أجنبي أسود، حيث انخفضت قيمة العملة المحلية أكثر من ذلك، إلى حوالي 38 جنيها للدولار.
ونتيجة لهذا الفارق في الفائدة والقيود المصرفية، أصبح جزء من المغتربين يفضلون إرسال الأموال من الخارج إلى أقاربهم نقدا. وبذلك انخفض حجم التحويلات عبر الجهاز المصرفي بنسبة 26% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية، مقارنة بالعام الذي سبقه ليبلغ 17.5 مليار دولار.
الجنيه تحت الضغط
وهذه السيولة بالذات هي التي تأمل البنوك في امتصاصها. ولكن منى بدير، كبيرة الاقتصاديين في أحد البنوك المصرية الخاصة، تشكك في فرص نجاح العملية وقالت: “الثقة ليست موجودة، والناس يعرفون أن الجنيه لا يزال من الممكن أن ينخفض، بينما السوق السوداء تقدم عوائد فورية”.
ومن جانبه قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية بالقاهرة هاني جينينا: “من الصعب جذب رأس المال الجديد.”
ويدعو صندوق النقد الدولي، على وجه الخصوص، لتحرير كامل لسعر الصرف، الذي قد يؤدي إلى اختفاء السوق الموازي، كشرط لتنفيذ خطة معونة مالية قيمتها 3 مليارات دولار للبلد.
وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي رقم خاص بالاشتراكات في شهادات الإيداع الجديدة .
وقال ممثل للبنك التجاري الدولي :”الطلب في الوقت الحالي مدفوع بشكل رئيسي من قبل المصريين الذين لديهم بالفعل حسابات بالدولار معنا” .