ومن دونيتسك، وردت أنباء عن قتال عنيف اليوم الثلاثاء في بلدات على الخطوط الأمامية في شرق البلاد، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تشن هجمات أثناء محاولتها السيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، للتلفزيون الأوكراني، “الوضع في المنطقة متوتر، والقصف مستمر على امتداد خط المواجهة… العدو يستخدم أيضاً الضربات الجوية بشكل كبير”.
وأضاف، “لم يحرز العدو نجاحاً. منطقة دونيتسك صامدة”.
وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء، صد هجمات برية في اتجاه مدينتي باخموت وأفديفكا وقضى على وحدات استطلاع روسية، منها وحدات بالقرب من باخموت.
وتخطط روسيا، للسيطرة الكاملة على دونباس نيابة عن القوات الانفصالية الموالية للكرملين، بينما قال مسؤولون عيَّنتهم روسيا في أجزاء من جنوب أوكرانيا إنهم يعتزمون المضي قدماً في إجراء استفتاءات للانضمام إلى روسيا.
وشهدت مدينة أومان في وسط أوكرانيا، ضربات روسية أسفرت عن تدمير مستودعاً لتخزين صواريخ “هيمارس” الأمريكية الصنع، ومدافع “هاوتزر إم 777”. وقالت “رويترز” إنه لم يتسن لها التحقق من التقارير الميدانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي، إنها دمرت أكثر من 300 صاروخ في الضربة.
“حظر الروس”
وعلى صعيد التطورات السياسية، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” من الغرب بفرض حظر شامل على جميع الروس، بمن فيهم أولئك الذين فروا من روسيا منذ 24 فبراير (شباط). ونقل عن زيلينسكي قوله، “أياً كان هؤلاء الروس… دعوهم يذهبون إلى روسيا”.
بدوره، استنكر الكرملين اليوم الثلاثاء دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لفرض حظر على سفر جميع الروس ووصفها بأنها مستفزة، قائلاً إن أوروبا عليها في نهاية المطاف اتخاذ قرار بخصوص ما إن كانت ترغب في سداد فواتير “نزوات” زيلينسكي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه لا مجال لعزل الروس عن بقية العالم.
توقف شحنات النفط
ونتيجة لحملة العقوبات الغربية على موسكو، توقفت شحنات النفط الروسية إلى دول أوروبية عبر أوكرانيا. وقالت الشركة الروسية المسؤولة عن نقل المحروقات اليوم، إن الشحنات توقفت بعد رفض معاملة مصرفية جراء العقوبات.
وأفادت شركة “ترانسنفت” في بيان، أن هذه الشحنات بواسطة فرع من خط أنابيب دروغبا الذي يوصل النفط إلى المجر على وجه الخصوص، “توقفت منذ الرابع من أغسطس (آب)”.
خسائر كبيرة
وبدأت دول أوروبية عديدة تتلمس أثر العقوبات الغربية على موسكو، واليوم الثلاثاء، قالت تقارير من ألمانيا، أن الحرب في أوكرانيا وعواقبها قد تكلف الاقتصاد الألماني أكثر من 260 مليار يورو بحلول عام 2030.
وأعلن معهد سوق العمل والتعليم والتدريب المهني (IAB) والمعهد الاتحادي للتعليم والتدريب المهني وجمعية البحوث الهيكلية الاقتصادية الألمانية، أنه من المتوقع أن يتراجع عدد العاملين في ألمانيا العام المقبل بواقع 240 ألف شخص بسبب عواقب الحرب.
وجاءت توقعات الباحثين بناء على افتراض أن العقوبات على روسيا ستظل سارية حتى عام 2030، حتى لو انتهت الحرب بحلول ذلك الوقت.
وقال الخبير إنتسو فيبر من معهد (IAB): “بسبب تداعيات الحرب لن يتحقق الانتعاش الاقتصادي بعد الجائحة”.
وفي ظل الجهود الدولية لتخفيف أزمة الغذاء العالمية، غادرت سفينتان جديدتان ميناء تشورنومورسك الأوكراني، تحملان ذرة وعباد الشمس. وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية اليوم الثلاثاء، إنه سوف يتم نقل أكثر من 70 ألف طن من المنتجات الزراعية على متن السفينتين عبر ممر مؤمن بالبحر الأسود.
وسوف تتوجه سفينة “رحمي ياجي”، وعلى متنها نحو 5200 طن من عباد الشمس إلى تركيا. وتقل سفينة “أوشن لايون” نحو 65 ألف طن تقريباً من الذرة إلى كوريا الجنوبية.
ومنذ أن توصلت روسيا وأوكرانيا لاتفاق في 22 يوليو (تموز) الماضي للإفراج عن الصادرات، غادرت 12 سفينة موانئ تشورنومورسك وأوديسا وبيفديني، وهي تحمل أكثر من 380 ألف طن من الأغذية والأسمدة إلى مناطق مختلفة حول العالم.