ولا يرجع الأمر فقط إلى الإثارة في مباراة الذهاب المفعمة بالأحداث، رغم حقيقة أنها شهدت سبعة أهداف أدت لانتصار سيتي 4-3، ولا في أن ريال أبقى المنافسة قائمة بتقليصه فارق الهدفين ثلاث مرات، ولكن لجودة الأداء الذي قدمه الفريقان في مباراتهما على إستاد الاتحاد.
ولت بلا رجعة الأيام التي كانت فيها المباريات في الأدوار النهائية للبطولات الأوروبية، ولا سيما مباريات الذهاب، حذرة وسلبية وتعتمد على الجانب الخططي. فقد باتت تلك المباريات أكثر حيوية في كلا اتجاهي الملعب ما يجعلها أشبه بمباريات كرة السلة وتحولها سريعاً ما بين الدفاع والهجوم.
وقال مدرب سيتي بيب غوارديولا وهو يلخص المباراة “الفريقان يريدان الهجوم ولديهما جودة الأداء. كرة القدم عبارة عن مشهد رائع”.
ولكن سيكون من الخطأ النظر إلى هذا الأداء الذي يتسم بالمخاطرة على أنه نوع من الاستعراض أو أن النتيجة الكبيرة هي ببساطة نتاج ضعف الدفاع. فالفرق عند هذا المستوى، وكما أعاد ريال مدريد ومانشستر سيتي تذكيرنا بذلك، تكون عامرة بالمواهب الاستثنائية.
فهناك المهاجمون الذين يمكنهم تسجيل الأهداف من أقل فرصة كما أثبت المهاجم كريم بنزيما مرة أخرى بهدفه الرائع الذي أعاد ريال مدريد إلى أجواء اللقاء لتصبح النتيجة 2-1.
ويمكن القول إن اللاعب الفرنسي هو أكثر اللاعبين حسماً أمام المرمى على صعيد الكرة الحديثة، ما يمكن أن ينطبق أيضاً على هداف آخر يتسم بالغزارة التهديفية بدوري أبطال أوروبا وهو البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ.
وكان سيتي قد بدأ الأمسية بهدف بعد 94 ثانية سجله كيفن دي بروين ويمكن القول إن “الطريقة التي هز بها فريق المدرب بيب غوارديولا دفاع ريال مدريد في وقت مبكر، كانت مرتبطة بشكل كبير بأداء اللاعب الدولي البلجيكي”.
وبات السؤال هل هناك لاعب خط وسط متكامل المهارات يتفوق على دي بروين؟ فبوسع اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً أن ينهي الهجمة مثل أي مهاجم، ويرسل تمريرات دقيقة من أي مدى ويندفع من خط الوسط ويقود هجمة مرتدة، بالإضافة إلى إيقاف تحركات المنافس باعتراض دقيق ومدروس للكرة أو التدخل في الوقت المناسب ضد لاعب منافس.
وشهدت المباراة وتيرة أداء لا هوادة فيها، لكن ظلت هناك لحظات أظهرت بشكل واضح مهارات لاعب خط الوسط لدى اثنين من أكثر اللاعبين إمتاعاً في المباراة وهما القائد الكرواتي لوكا مودريتش وصانع اللعب البرتغالي برناردو سيلفا.
وتستفيد أفضل الفرق في أوروبا من أفضل المناورات الخططية واخر ما توصل إليه العلم على الصعيد الرياضي إضافة للإعداد البدني المميز. لكن مع وجود غوارديولا وكارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، بات الفريقان تحت قيادة ثنائي تدريبي يعرف كيفية الفوز بدوري الأبطال.