مرض الزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، ويسلب الناس ببطء ذكرياتهم واستقلاليتهم. ولا يوجد علاج حتى الآن، على الرغم من أن الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف بعض الأعراض. لكن الخبراء يقولون إن النتائج الجديدة قد تفتح الباب أمام طرق جديدة لعلاج المرض.
واكتشف فريق دولي من العلماء 75 منطقة من الحمض النووي مرتبطة بالمرض. وشملت 42 جين وراثي لم ترتبط من قبل بمرض الزهايمر.
وطور الباحثون أيضًا مقياساً للمخاطر الجينية لتقييم المرضى المعرضين للخطر الذين من المرجح أن يستمروا في تطوير المرض في غضون ثلاث سنوات. ورحب الخبراء بالدراسة الجديدة باعتبارها تقدم “قطعة أخرى من اللغز” لما يسبب المرض، لكنهم أضافوا أن الأمر سيستغرق المزيد من العمل لتحويل هذا الاكتشاف إلى علاجات جديدة للمرضى.
وأشارت مجموعة كبيرة من الأبحاث إلى أن جينات الفرد يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، مع انتشار المرض في العائلات. وقالت الدكتورة ريبيكا سيمز، المؤلفة المشاركة من جامعة كارديف إن النتائج تزيد عن “ضعف عدد الجينات المحددة” التي يعتقد أنها تؤثر على خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وأضافت جولي ويليامز، الأستاذة بجامعة كارديف “هذه دراسة بارزة في مجال أبحاث مرض الزهايمر، وهي تتويج لعمل استمر لمدة 30 عامًا. وتدعم النتائج معرفتنا المتزايدة بأن مرض الزهايمر هو حالة معقدة للغاية، مع العديد من المحفزات والمسارات البيولوجية وأنواع الخلايا التي تشارك في تطورها”.
وأوضحت ويليامز أنه بينما تؤثر عوامل نمط الحياة مثل التدخين وممارسة الرياضة والنظام الغذائي على خطر الإصابة بمرض الزهايمر، فإن جيناتنا كانت العامل الوحيد الأكثر أهمية، حيث أن 60-80 في المائة من مخاطر المرض تعتمد على جيناتنا، وبالتالي يجب أن نواصل البحث عن الأسباب البيولوجية وتطوير العلاجات التي تشتد الحاجة إليها لملايين الأشخاص المصابين في جميع أنحاء العالم، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقام الباحثون قاموا بتحليل الجينوم -مجموع التعليمات الجينية التي تميز شخص ما- من بين ما يزيد قليلاً عن 111000 شخص مصاب بمرض الزهايمر و 677000 شخص يتمتعون بصحة جيدة، ووُجدوا أن بعض هذه الجينات تلعب دورًا في البروتينين اللذين يتراكمان في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر: أميلويد بيتا وتاو.
وتم العثور على جينات أخرى مرتبطة بخلل في الجهاز المناعي للجسم والميركوغيلا – وهي خلية مناعية في الجهاز العصبي والتي عادة ما تزيل تراكم المواد السامة في الدماغ. ووجد الباحثون أيضًا أن الجينات التي تحكم تنشيط بروتين يسمى عامل نخر الورم ألفا، والذي يشارك في إثارة الالتهاب في الجسم، مرتبط أيضًا بمرض الزهايمر.