رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان
آخر الأخبار
أحداث الدوحة تصعد بأسعار النفط العالمية.. و”برنت” يتخطى 67 دولارا للبرميل تعيين توفيق محمود رئيسًا تنفيذيًا وعضوًا منتدبًا لشركة “تالي Taly” لحلول المدفوعات الرقمية بقيمة تصل إلى 1.2 مليار جنيه.. البنك الأهلي المصري يوقع عقد تمويل مع شركة ماجيك لاند الحكير "يوروفنت ميدل إيست" تعلن عن إطلاق برنامج "شهادة الصحراء" أول نظام لاختبار درجات الحرارة المرتفعة في ... سامكو هولدينج تطلق مشروع «جازورا» بالقاهرة الجديدة وسط أجواء احتفالية " مزايا " للتطوير تطلق مبادرة Golden Partners لدعم شركات التسويق العقارى في السوق السعودى "ZG NOTEBOOK D1".. زياد جمال يطلق أول لابتوب مصري بذكاء اصطناعي ونظام تشغيل ثلاثي انطلاق فعاليات المعرض الدولي لصناعة الورق الكرتون والمناديل والتغليف والطباعة بمركز مصر للمعارض الدو... CMG الإماراتية تستحوذ على موقع "إسكان مصر" لإطلاق منصة عربية رائدة في تغطية القطاع العقاري محمد البستاني: تنظيم السوق العقاري أصبح ضرورة لحفظ حقوق كافة أطراف القطاع

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

كيف يؤثر الوعي الاستهلاكي الجمعي في الحد من انتشار البضائع المهربة ؟

تُعد التجارة غير المشروعة واحدة من أكبر التحديات العالمية التي تواجه الاقتصاد والصحة العامة. تشمل هذه التجارة غير المشروعة العديد من السلع الحيوية مثل المواد الإستهلاكية اليومية والهواتف المحمولة، والأدوية، وقطع غيار السيارات، مما يجعلها تهديدًا متعدد الأبعاد. تؤثر هذه الظاهرة بشكل سلبي على استقرار الأسواق المحلية والدولية، كما تحرم الحكومات من الإيرادات الضريبية الضرورية لتمويل الخدمات العامة. فضلاً عن ذلك، تساهم التجارة غير المشروعة في تعزيز الفساد، حيث تُستغل الثغرات في الأنظمة التشريعية والحدود الضعيفة لبعض البلاد في التوسع في هذا السوق المظلم. ولكن ماذا قد يحدث إذا تغير وعي المستهلكين بهذا الأمر؟
يُعد وعي المستهلك أحد العوامل الحاسمة في الحد من انتشار البضائع المهربة، إذ أن إدراك المستهلك للمخاطر المرتبطة بالمنتجات المقلدة والمهربة يعزّز من قرارات الشراء المسؤولة. فالمستهلك الواعي يصبح أكثر قدرة على تمييز المنتجات الأصلية عن المقلدة، وهو ما يؤدي إلى تقليص الطلب على السلع غير القانونية. ومن ثم، فإن التصدي لظاهرة التجارة غير المشروعة يتطلب زيادة الوعي العام بالأضرار الصحية والاقتصادية المترتبة عليها.
وتلعب حملات التوعية دورًا محوريًا في الجهود المبذولة في هذا السياق، حيث أنها تشكّل أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الحكومات والمنظمات لمكافحة التجارة غير المشروعة. ومن خلال التعاون بين الحكومات ووسائل الإعلام المحلية والدولية، يمكن إطلاق حملات توعوية موجهة للجمهور العام، لتسليط الضوء على الأضرار الصحية التي يمكن أن يسببها استهلاك المنتجات المهربة، إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية السلبية على المجتمعات. فعلى سبيل المثال، أطلقت المملكة المتحدة حملة وطنية للتوعية تهدف إلى تثقيف الجمهور حول المخاطر الصحية والاقتصادية للتبغ المهرب، من خلال إعلانات تلفزيونية ومنصات رقمية.
وفي العديد من الدول، تزداد حملات التوعية العامة لتسليط الضوء على المخاطر التي يسببها التبغ المهرب. فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتثقيف حول كيفية تمييز المنتجات القانونية عن غير القانونية والعواقب الصحية والاقتصادية للمنتجات المهربة. وقد بدأت برامج التوعية العالمية في إظهار نتائج ملموسة، حيث ساهمت حملات توعية مكثفة في المملكة المتحدة في تقليل الإقبال على شراء السجائر غير المشروعة بنسبة 15% خلال عام واحد. وهو ما يعكس فعالية برامج التوعية في التأثير على سلوك المستهلكين والمساهمة في الحد من التجارة غير المشروعة.
من جانبه، قال كورني فان والبك، باحث في وحدة الأبحاث بجامعة كيب تاون – جنوب أفريقيا: “تشير دراستنا إلى أن حظر بيع التبغ قد أحدث اضطرابًا في سوق السجائر. فبرغم أن بيع السجائر أصبح غير قانوني، إلا أن أكثر من 90% من المدخنين الذين شملتهم عيناتنا تمكنوا من مواصلة شراء السجائر، ولكن بأسعار أعلى. وقد أدى هذا الحظر إلى تشويه تركيبة السوق بشكل أساسي لصالح الشركات المحلية، التي كانت قد اتُهمت سابقًا بتغذية السوق غير المشروعة.”
ختامًا، تُعد التجارة غير المشروعة تهديدًا عالمياً خطيرًا للاقتصادات والصحة العامة، ولكن من خلال تعزيز وعي المستهلك، يمكن تقليل تأثيراتها الضارة. وتُظهر حملات التوعية التي تُنفذ على مستوى عالمي نتائج إيجابية في تغيير سلوك المستهلكين وتقليل الطلب على السلع غير القانونية. ولذلك، فمن الضروري استثمار الجهود في زيادة الوعي العام وتعزيز التعاون بين الحكومات، والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام لمكافحة هذه الظاهرة بصورة فعالة.

اترك تعليقا