“مكاني” تتحول إلى “مقبرة الأحلام” بالمستندات: سكان سرايات القطامية يطلقون صرخة استغاثة للرئيس السيسي بعد 8 سنوات من العذاب والاحتيال
في قلب القاهرة الصاخبة، وعلى مقربة من الأحياء الراقية، يقع مشروع “مكاني/سرايات القطامية” التابع لشركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري” شاهدًا على قصة مأساوية تتجاوز مجرد التأخير في تسليم الوحدات السكنية، لتصل إلى حد التلاعب بأحلام مئات الأسر. وبالمستندات التي تثبت صحة ادعاءاتهم، يطلق سكان “مكاني” صرخة استغاثة مدوية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبين بالتدخل العاجل لإنهاء كابوسهم الذي لا ينتهي، وتحويل “مكاني” من أرض الأحلام الموعودة إلى “مقبرة” للآمال والتطلعات.
لم يكن حظ سكان “مكاني” سواء، فبينما تمكن البعض من تسلم وحداتهم في ظروف لا تخلو من المعاناة، هناك مجموعة أخرى من السكان لم يروا حتى الآن طوبًا واحدًا في عماراتهم الموعودة، ورغم وجود عقود رسمية تثبت حقهم في التسليم، وبعد مرور أكثر من ست سنوات على الموعد المحدد للتسليم في العقود المبرمة مع شركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري”، ورغم التزامهم الكامل بسداد كافة المستحقات المالية المطلوبة. هؤلاء السكان يعيشون في حالة من الترقب واليأس، متسائلين عن مصير أموالهم التي دفعوها، وأحلامهم التي تبخرت في مهب الريح. لم تكتف شركة “كايرو كونسلت” بتأخير التسليم، بل تجاهلت مطالبات السكان المتكررة، وحاولت التهرب من المسؤولية، تاركة هؤلاء الأسر في حالة من الضياع والتخبط.
أما الذين تمكنوا من تسلم وحداتهم، فقد وجدوا أنفسهم في مواجهة واقع مرير لا يقل قسوة عن معاناة زملائهم. فبدلًا من العيش في مسكن آمن ومستقر، تحولت شققهم إلى بؤر للرعب والقلق. وبالمستندات التي تدعم صحة شكواهم، فواتير الكهرباء الشهرية تصل إلى سبعة آلاف جنيه، بسبب التوصيلات العشوائية وغير القانونية، والتي تتسبب في حرائق متكررة، وإتلاف للأجهزة الكهربائية. يعيش السكان في حالة من انعدام الأمن، بسبب غياب الحراسة الفعلية، وتعرضهم للسرقة والبلطجة من قِبل “البودي جارد” الذين يعملون لصالح شركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري”. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فبعض السكان اكتشفوا أن وحداتهم التي وعدوا بأنها ستكون “صف أول” أمام مساحات خضراء، تحولت إلى وحدات محجوبة عن الرؤية، بسبب بناء مبانٍ مرتفعة أمامها، كما أنهم يعانون من نقص حاد في أماكن انتظار السيارات، وعدم وجود الحدائق والمساحات الخضراء المتفق عليها في العقود.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى قيام شركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري” بابتزاز السكان، ومطالبتهم بدفع مبالغ إضافية تصل إلى 100 ألف جنيه، مقابل تسليم وحداتهم، وهي مبالغ غير منصوص عليها في العقود المبرمة التي يحملها السكان، في انتهاك صارخ للقانون والأخلاق. هذا الابتزاز المالي يعكس مدى استهتار شركة “كايرو كونسلت” بحقوق السكان، وسعيها المحموم إلى تحقيق الأرباح على حساب معاناتهم. بل إن مسؤولي الشركة لم يكتفوا بالابتزاز، بل قاموا بممارسة التهديد والترهيب ضد السكان الذين تجرأوا على المطالبة بحقوقهم، مما يزيد من حالة القلق والرعب التي يعيشونها.
مشروع “مكاني/سرايات القطامية”، الذي كان من المفترض أن يكون رمزًا للتطور العمراني، تحول إلى نموذج صارخ للفشل والفساد والاستهتار بحقوق المواطنين على يد شركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري”. وبالمستندات التي تثبت سوء الإدارة والتنفيذ، بعد أن اشترت شركة “كايرو كونسلت” الأرض بسعر زهيد عام 1998، فشلت في إدارته وتنفيذه، بسبب عدم خبرتها في السوق العقاري، وغياب المصداقية والأخلاق. فهل ستستمر هذه المعاناة إلى ما لا نهاية؟ وهل ستتجاهل أجهزة الدولة هذه الصرخات المتكررة من السكان؟ وهل سيتم محاسبة شركة “كايرو كونسلت” والمتسببين في هذه الكارثة، وإعادة الحقوق لأصحابها؟
يناشد سكان “مكاني/سرايات القطامية” الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته القائد الملهم، بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذهم من هذا الكابوس الذي يحيط بهم من كل جانب. كما يناشدون كافة أجهزة الدولة المعنية، بالتحقيق الفوري في هذه القضية، ومحاسبة شركة “كايرو كونسلت للتطوير العقاري” والمتسببين في هذه المعاناة التي لا تطاق، وإلزام الشركة بتنفيذ التزاماتها التعاقدية، وإعادة الحق لأصحابه، وتحويل “مكاني” من “مقبرة الأحلام” إلى مكان آمن ومستقر يليق بكرامة المواطن المصري.