قررت ألمانيا إزالة “هواوي” الصينية من شبكات الهاتف المحمول، في قرار قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنه يعد بمثابة تنازل للولايات المتحدة التي حذرت من أن المكونات الصينية تشكل خطرًا أمنيًّا.
وبحسب الصحيفة، ستزيل ألمانيا المكونات الصينية من شبكات الهاتف المحمول 5G في البلاد بحلول نهاية عام 2029، منهية بذلك سنوات من الجدل الذي ترك البلاد تتخلف كثيرًا عن حلفائها في معالجة ما حذرت الولايات المتحدة من أنه نقطة ضعف رئيسة.
وبموجب مسودة اتفاق مع الحكومة، وافقت شركات الاتصالات الرئيسة في ألمانيا على إزالة المكونات التي تصنعها الشركات الصينية هواوي وزد تي إي من شبكاتها الأساسية، الجزء الأكثر حساسية في شبكة الهاتف المحمول، بحلول نهاية عام 2026، حسبما قال أشخاص مطلعون على الصفقة.
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا، تحت ضغط من الولايات المتحدة، تعهدت العام الماضي بتقليل اعتمادها على التكنولوجيا والمواد الخام الصينية.
وحذرت وكالات الأمن الألمانية منذ ذلك الحين من “التجسس العدواني” المتزايد من قبل بكين، واعتقلت أجهزة الأمن العديد من الجواسيس الصينيين المشتبه فيهم هذا العام.
لكن النمو الراكد والخلافات داخل الائتلاف الثلاثي للمستشار أولاف شولتز أعاقت تنفيذ هذه السياسة.
وفي حين أن البعض في الحكومة الألمانية يشعرون بالقلق إزاء التهديد الأمني الذي تشكله الصين، فإن المستشارية تظل حريصة على تشجيع الاستثمار الصيني ومنع انهيار التجارة الثنائية، وفقًا لمسؤولين حكوميين.
وقال محللون إن القرار سيجعل ألمانيا تتماشى تدريجيًّا مع دول أخرى في أوروبا، من المملكة المتحدة إلى السويد ودول البلطيق، التي حظرت المكونات الصينية من شبكات الاتصالات الخاصة بها.
ومع ذلك، أكدوا أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، إلى حد كبير وفقًا للشروط التي حددها المشغلون في البلاد، الذين هدد بعضهم بالمطالبة بتعويض عن التكاليف الإضافية المرتبطة بالحظر المفروض على مكونات هواوي وزد تي إي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المكونات الصينية شكلت 59% من شبكات الوصول اللاسلكي 5G في ألمانيا في عام 2022، وفقًا لبيانات ستراند كونسلت، وهي مجموعة أبحاث مستقلة في مجال الاتصالات، مقارنة بـ 41% في المملكة المتحدة، و17% في فرنسا، و0% في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
وتناقش ألمانيا ما إذا كان ينبغي عليها تقييد استخدام الأجزاء الصينية الصنع لأكثر من ست سنوات دون التوصل إلى نتيجة.
ورغم الضغوط الأمريكية، قاومت الحكومة الألمانية السابقة بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل الحظر لفترة طويلة؛ بسبب المخاوف بشأن التكلفة والانتقام المحتمل من الصين.
ومع ذلك، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 وقرار موسكو بخنق إمدادات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا دفعا برلين إلى التحقق من اعتمادها الاقتصادي على الدول المعادية وإعادة تقييم المخاطر التي تشكلها المعدات الصينية.
وذكرت الصحيفة أن معدات الجيل الخامس الصينية الصنع كانت تعتبر منذ فترة طويلة ذات جودة عالية وأرخص من نظيراتها الغربية، لكن الولايات المتحدة حذرت من أن المكونات الصينية قد تتضمن أبوابًا خلفية من شأنها أن تسمح للحكومة الصينية بسحب البيانات التي تنتقل عبر الشبكة، أو من المحتمل أن تمكنها من إيقاف تشغيلها في حالة حدوث صراعات.