روسيا الأولى في تصدير المفاعلات النووية التجارية
"روستوم" تبني نصف المفاعلات في العالم
v
تبني حالياً الشركة الروسية العملاقة “روستوم” تسعة عشر مفاعلاً نووياّ في الخارج ويضمن الكرملين تمويل هذه المشاريع الاستراتيجية. وتعمل المجموعة الروسية على توسيع إمبراطوريتها على الرغم من العقوبات الغربية على روسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
فالأنشطة النووية الروسية تفلت من هذه العقوبات، الأمر الذي يترك لموسكو الحرية الكاملة لزيادة حصتها في هذا السوق في بقية أنحاء العالم. ومنذ بداية الحرب، بدأت روسيا ببناء العديد من المفاعلات في مصر والصين وحتى في تركيا. ومجموعة “روستوم” الأولى عالمياً في مجال تصنيع وتصدير محطات الطاقة النووية اليوم، وتقوم ببناء ما يقرب من نصف المفاعلات قيد الإنشاء في العالم وفقاً لما نقلته صحيفة “لو فيغارو”.
وجاء في تقرير عن حالة الصناعة النووية العالمية بقيادة ميكيل شنايدر، المستشار المناهض للأسلحة النووية والذي يحظى عمله بالتقدير في جميع أنحاء العالم: “بوجود 24 وحدة بدأ انشاؤها في منتصف عام 2023، بما في ذلك خمس وحدات على أراضيها و19 وحدة أخرى قيد الإنشاء في سبع دول أجنبية، مثل الصين والهند وبنغلاديش، تعد روسيا مصدراً قوياً كمورد للتكنولوجيا يهيمن إلى حد كبير على السوق الدولية.”
وبالمقارنة، تدير الصين 23 مشروعاً ولكن ليس لديها عقوداً للتصدير. وتتفوق روساتوم بفارق كبير على المصدرين القلائل الآخرين لمحطات الطاقة النووية، مثل شركة كهرباء فرنسا، التي تمتلك مفاعلين في بريطانيا العظمى، وشركة الطاقة الكهربائية الكورية الجنوبية.
ويشير ميكيل شنايدر: “تدعي المجموعة الروسية أن لديها دفتر طلبات دولي بقيمة 200 مليار دولار على مدى عشر سنوات. ربما تكون مبالغة في تقدير قيمتها، ولكن من الواضح أنها تسعى إلى أن تظل المصدر الأكثر نفوذا للتكنولوجيات النووية ومنشآت سلسلة الوقود، من خلال تقديم خدمة كاملة”.
وتعتمد العديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، على روسيا، التي توفر ما يقرب من خمس خدمات تحويل اليورانيوم وأكثر من 40% من تخصيبه على مستوى العالم. وفي أوروبا الشرقية، لا يستطيع مشغلو محطات توليد الطاقة التي قامت موسكو بتركيبها، في الوقت الحالي، الاستغناء عن مجمعات الوقود المتكيفة مع التكنولوجيا الروسية. وهنالك خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بحسب “لو فيغارو”، وهي جمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وفنلندا وبلغاريا، تقوم بتشغيل مفاعلات نووية روسية الصنع.
ولا يرجع هذا النجاح فقط إلى أداء التكنولوجيا الروسية. فمن خلال مفاعلاتها، توفّر روستوم إمكانية الوصول إلى تمويل رخيص. وهذا ما يشكّل رصيداً كبيراً، وخاصة بالنسبة للبلدان التي تطلق مفاعلاتها الأولى. وكان من المفترض أن تحصل أول محطة كهرباء في مصر، كلفتها أكثر من 30 مليار دولار، على قروض بقيمة 25 مليار دولار من روسيا.