بايدن يؤجل قرار التحول للسيارات الكهربائية لأسباب متعددة
كشفت تقارير أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل على تعديل جدولها الزمني للانتقال إلى السيارات الكهربائية، في خطوة تهدف لاستيعاب مخاوف الشركات المصنّعة، معتبرة أن تعديل السياسة يعمل على حشد دعم بايدن خلال الانتخابات المرتقبة من قبل النقابات العمالية.
وبالرغم من هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلا أن القرار يشير رغبة بايدن في تحقيق التوازن بين الضرورات البيئية والحقائق العملية التي يواجهها أصحاب المصلحة في الصناعة.
وأكدت مصادر مطلعة، بحسب موقع “mashable”، أن هذا التعديل في سياسة تغير المناخ يهدف إلى منح اللاعبين في صناعة السيارات وقتًا إضافيًّا للامتثال لتوجيهات الإدارة.
تمديد الجدول الزمني
وقد أصبحت الخطة الأولية للإدارة الأمريكية، التي سعت للانتقال السريع إلى المركبات الكهربائية بحلول أوائل عقد 2030، قيد المراجعة، ومن المتوقّع أن يمدّد الاقتراح الجديد الجدول الزمني حتى نهاية العقد.
ويهدف هذا التعديل، الذي من المقرّر الانتهاء منه وإعلانه بحلول أوائل الربيع، لتخفيف الضغط على شركات صناعة السيارات والنقابات، وكل منهما أعرب عن تحفّظاته بشأن الوتيرة السريعة للانتقال.
وتتمحور إستراتيجية إدارة بايدن بالالتزام بالحد من انبعاثات عوادم السيارات من خلال تحفيز الأمريكيين على تبنّي السيارات الكهربائية. ومع ذلك، أشار أصحاب المصلحة في الصناعة إلى عقبات كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى زيادة إنتاج السيارات الكهربائية ومعالجة تحديات البنية التحتية، مثل: توافر محطات الشحن.
تحديات البنية التحتية
وتؤكد البيانات الصادرة عن وزارة الطاقة ندرة البنية التحتية للشحن في جميع أنحاء البلاد، مع ما يزيد قليلاً على 160 ألف محطة، 88% منها فقط متاحة للجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، ومع مواجهة الرئيس بايدن لإعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام، فإن تعديل السياسة يعمل على حشد الدعم من النقابات العمالية، التي تم الاعتراف بمخاوفها بشأن احتمال فقدان العديد من الوظائف بسبب الانتقال إلى المركبات الكهربائية.
ويسمح التباطؤ المبلغ عنه للنقابات بمزامنة جهودها بما يتماشى مع المشهد المتطور لقطاع السيارات، لا سيما مع ظهور مرافق تصنيع السيارات الكهربائية الجديدة في بعض الولايات.
تعقيدات المصالح
وإدراكًا لأهمية الدعم النقابي في محاولته إعادة انتخابه، انخرط الرئيس بايدن بنشاط مع المصالح العمالية، وهو ما تجسّد في مشاركته في إضراب عمال صناعة السيارات العام الماضي.
وبينما يبقى الرئيس ثابتًا في هدفه طويل المدى المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، يشير نهجه إلى الرغبة في تحقيق التوازن بين الضرورات البيئية والحقائق العملية التي يواجهها أصحاب المصلحة في الصناعة.
ومن خلال توفير جدول زمني أكثر تساهلًا لشركات صناعة السيارات والنقابات للتكيّف، تهدف الإدارة الأمريكية إلى تعزيز انتقال أكثر سلاسة إلى السيارات الكهربائية في ظل التعامل مع تعقيدات المصالح الاقتصادية والسياسية.