يعاني سوق العقارات الأميركي من تباطؤ حاد ونقص تاريخي في المعروض، والسبب الأوضح هو ارتفاع أسعار العقارات، لكن تبقى اليد الخفية هي الفائدة على الرهن العقاري التي يجب أن تنخفض إلى 5% أو أقل من أجل تحفيز السوق المحتضرة.
وبالعودة إلى الخريف الماضي، عندما ارتفعت أسعار الفائدة على الرهن العقاري نحو 8%، تباطأت سوق الإسكان مع وصول الطلب إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
يتدهور أكثر
والآن، أصبح متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاما أقل بما يزيد على نقطة مئوية واحدة من الذروة التي بلغها في أكتوبر الماضي، الأمر الذي يغذي الآمال في أن يكون المزيد من البائعين المحتملين على استعداد لاتخاذ خطوة وبالتالي تخفيف النقص المستمر في المخزون.
لكن وعلى الرغم من وجود بعض الدلائل التي تشير إلى أن سوق العقارات قد يعود إلى الحياة في أميركا، إلا أن البيانات الجديدة تشير إلى أنه في الواقع يتدهور أكثر، وفقا لقناة “فوكس بيزنس” الأميركية.
وسرد تقرير “القبيسي ليتر” الأسبوعي، تحليلاً من شركة Reventure Consulting، هذا الأسبوع، يشير إلى أنه على الرغم من انخفاض أسعار الفائدة، إلا أن الطلب على الرهن العقاري بأميركا انخفض الشهر الماضي إلى أدنى مستوى جديد منذ 30 عامًا، بانخفاض 14% عن العام الماضي و40% عن مستويات ما قبل الوباء.
وفي الوقت نفسه، لا يزال المعروض من المنازل المتاحة منخفضًا بنسبة مذهلة بلغت 34.3% عن الكمية النموذجية قبل بدء جائحة كوفيد-19 في أوائل عام 2020.
وأردف التحليل أنه “حتى مع انخفاض القروض العقارية من 8% إلى 6%، فإن العديد من أصحاب المنازل لديهم مثبط مالي للانتقال”.
وأوضح أن 90% من المقترضين لا يزال لديهم معدلات فائدة على الرهن العقاري أقل من 5%، بحسب فوكس بيزنس.
أسعار الفائدة
وفي الوقت نفسه، ليس الإحجام عن تحمل أسعار فائدة أعلى هو السبب الوحيد الذي يدفع العديد من أصحاب المساكن إلى البقاء في أماكنهم، لكن تستمر أسعار المنازل في الارتفاع، مما يزيد من تفاقم أزمة القدرة على تحمل التكاليف.
ووصلت أسعار المنازل في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد في نوفمبر، مسجلة ارتفاع الأسعار للشهر العاشر على التوالي، ومن غير المرجح أن يتم حل المشكلة في أي وقت قريب.
وأصبحت تكاليف الإسكان الآن غير قابلة للتحمل بالنسبة لعدد قياسي من المستأجرين في الولايات المتحدة
وقال جياي شو الاقتصادي في موقع “Realtor”، إن “التحسن الأكبر في معدلات الرهن العقاري ضروري لجذب المزيد من البائعين إلى السوق”.
وأضاف: “إذا فشل المخزون المعروض للبيع في تلبية طلب المشترين، فهناك احتمال أن تبدأ الأسعار في الارتفاع مرة أخرى، مما يساهم في استمرار ارتفاع أسعار المنازل”.
ويتوقع “القبيسي ليتر” أن أسعار الفائدة بحاجة إلى الانخفاض بشكل كبير قبل أن يشهد سوق الإسكان حركة حقيقية مرة أخرى.
وكتب المحللون: “من أجل تحفيز الطلب الحقيقي في سوق الإسكان، نحتاج إلى رؤية انخفاض أسعار الفائدة إلى 5% أو أقل، وحتى ذلك الحين، لدينا سوق تعاني من نقص المعروض تاريخيا مع ارتفاع الأسعار”.