كشف رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أن توترات الملاحة جاءت في المقام الأول بسبب الهاجس الأمني والخوف، من وجود خطورة حال العبور من باب المندب، منوها إلى أن التأثير ليس على قناة السويس وحدها وإنما على العالم كله.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس، خلال مداخلة متلفزة، مساء الثلاثاء، أن “قناة السويس لا تزال هي الأكثر أمانا وسرعة في عمليات الشحن، مقارنة برأس الرجاء الصالح حيث يستغرق وقتا أطول يصل إلى 15 يوما، ما يقابله زيادة في استهلاك الوقود والأجور المدفوعة للعاملين”.
وعن حجم تأثر الملاحة في قناة السويس، أوضح أنه “خلال النصف الأول من شهر يناير الجاري، بلغ نسبة 30% من حيث عدد السفن، و41% من حيث الحمولة و41% من حيث العائدات”.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن كل الشركات، التي قامت بتعليق العبور من خلال قناة السويس، كان بشكل مؤقت لحين إشعار آخر وليس تحويلا دائما، مشددا على أن اضطرابات الملاحة في البحر الأحمر “أمر عابر”.
ومع تصاعد هجمات الحوثيين قبالة اليمن، قررت شركات شحن كبرى، ومنها ميرسك وإم.إس.سي وهاباج لويد، وقف أو تعليق عملياتها عبر البحر الأحمر.
تراجع التجارة العالمية
وكشف معهد أبحاث ألماني مختص بالاقتصاد، عن تراجع التجارة العالمية بنسبة 1.3%، في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2023، جراء هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، لتراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية.
وأوضح معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي، أن هناك حالياً نحو 200 ألف حاوية تمر عبر البحر الأحمر يومياً، بانخفاض من 500 ألف يومياً في نوفمبر.
وفسر جوليان هينتس مدير مركز أبحاث سياسات التجارة في المعهد، بأن عمليات تحويل مسار السفن بسبب الهجمات، أدت لقطع السفن رحلات أطول، بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية، بما يصل إلى 20 يوما إضافية.
وأضاف في بيان نقلاً عن رويترز: “انعكس ذلك أيضاً في أرقام التجارة المتراجعة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إذ لا تزال السلع المنقولة في البحر، ولم يتم تنزيلها في الموانئ في المواعيد المقررة”.