تراجعت التجارة العالمية بنسبة 1.3%، في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2023، جراء هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، لتراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية، بحسب ما كشفه معهد أبحاث ألماني مختص بالاقتصاد.
200 ألف يومياً
وأوضح معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي، أن هناك حالياً نحو 200 ألف حاوية تمر عبر البحر الأحمر يومياً، بانخفاض من 500 ألف يومياً في نوفمبر.
وفسر جوليان هينتس مدير مركز أبحاث سياسات التجارة في المعهد، بأن عمليات تحويل مسار السفن بسبب الهجمات، أدت لقطع السفن رحلات أطول بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية، بما يصل إلى 20 يوما إضافية.
وأضاف في بيان نقلاً عن رويترز “انعكس ذلك أيضاً في أرقام التجارة المتراجعة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إذ لا تزال السلع المنقولة في البحر، ولم يتم تنزيلها في الموانئ في المواعيد المقررة”.
تراجع الشحن البحري
وأفاد تقرير صادر عن شركة “Freightos.com” منذ أيام، أن أسعار الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأميركتين، هبط بنسبة وصلت إلى 173% منذ نوفمبر الماضي، بسبب أزمة هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وذكرت الشركة أن أسعار شحن الحاويات على المدى القصير، بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، زادت بنسبة 173%، بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، وذلك على أثر التهديدات المستمرة لسفن الشحن في البحر الأحمر.
وتجاوز السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية 40 قدماً، من آسيا إلى شمال أوروبا الآن 4 آلاف دولار، صعوداً من متوسط 1900 دولار سابقاً، بحسب الشركة.
وذكر التقرير بمزيد من التفصيل: “بين أسواق آسيا والساحل الشرق الأميركي، ارتفعت الأسعار بنسبة 55% تقريباً، إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً”.
محاولات الحل
وعلّقت أكبر شركتين للنقل البحري في العالم وهما “ام إس سي” و”ميرسك” رحلاتهما التجارية عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر الماضي، واستبدلتا الطريق بـ “رأس الرجاء الصالح” جنوبي دولة جنوب إفريقيا.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في 18 ديسمبر الماضي، تشكيل قوة عمل بحرية باسم “حارس الازدهار” تضم 10 دول، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ 34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.