55 سفينة تحول العبور من القناة إلى رأس الرجاء الصالح نتيجة لتوترات البحر الأحمر
تدرس قناة السويس، في مصر، مدى تأثير التوترات الجارية في البحر الأحمر على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بحسب بيان صادر عن هيئة القناة.
تصاعدت وتيرة هجمات جماعة الحوثي اليمنية على سفن الشحن في البحر الأحمر لتتفاقم المخاطر التي قد تواجه السفن التي تمر عبر المنطقة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ما أجبر شركات شحن على توجيه سفنها لتعليق الإبحار عبر البحر الأحمر مؤقتاً.
قالت شركتا “إيه بي مولر ميرسك” (A. P. Moller-Maersk)، و”هاباغ لويد” (Hapag-Lloyd)، يوم الجمعة إنهما أوقفتا رحلاتهما مؤقتاً في البحر الأحمر. وأعلنت “إم إس سي ميدترينيان شيبينغ” (MSC Mediterranean Shipping Co. SA)، أكبر شركة حاويات في العالم، و”سي إم إيه سي جي إم” (CMA CGM) عن خطوات مماثلة يوم السبت، لتجنب تهديد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في اليمن على سفن الشحن التجارية.
الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أكد أن حركة الملاحة بالقناة منتظمة، مشيراً في البيان الصادر اليوم إلى أن الهيئة تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر.
حولت 55 سفينة العبور إلى طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى اليوم، بحسب ربيع الذي أعتبر أنها نسبة “ضئيلة” مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال نفس الفترة.
باب المندب هو مضيق ضيق من المياه يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، وفي نهاية المطاف، بقناة السويس المصرية شمالاً. وقد قالت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، إنها ستستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، رداً على الحرب في غزة.
شهدت قناة السويس، اليوم الأحد عبور 77 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 4 ملايين طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها مؤقتاً عن قناة السويس، حيث عبرت اليوم ضمن قافلة الجنوب كل من السفينة “MAERSK SAIGON” والسفينة “CMA CGM CHRISTOPHE COLOMB” والسفينة “MSC FABIENNE” وذلك بسبب تواجد هذه السفن في منطقة البحر الأحمر قبل الإعلان عن تحويل رحلاتها إلى طريق بديل.
تمثل قناة السويس واحداً من أهم مصادر الدخل لمصر ومصدراً أساسياً للنقد الأجنبي، حيث وصل دخل القناة خلال العام المالي 2022/2023 إلى 9.4 مليار دولار، وهو ما يمثل دعماً كبيراً للاقتصاد المصري الذي يعاني من أزمة شح في العملة الصعبة وتراجع لقيمة الجنيه خلال العام الجاري والماضي.
رئيس الهيئة اعتبر أن قناة السويس ستظل الطريق الأسرع والأقصر حيث تصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارة آسيا و أوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين وفقاً لمينائي القيام والوصول.
قالت شركة “فليكس بورت”، وهي منصة للشحن مقرها سان فرانسيسكو، يوم الجمعة، إن تحويل المسار حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح يطيل أمد الرحلة بمقدار سبعة إلى 10 أيام مقارنة باستخدام قناة السويس، وفق ما نقلته “بلومبرغ”.
حققت قناة السويس في نوفمبر أعلى إيرادات لمثل هذا الشهر في تاريخها عند 854.7 مليون دولار، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 20.3%، حسب بيان صادر عن هيئة القناة نهاية الشهر الماضي.
قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، يوم الخميس، إن وصول السفن إلى ميناء إيلات بجنوب إسرائيل توقف بشكل شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
في وقت تتعرض السفن لمخاطر الهجمات في البحر الأحمر قبل أو بعد عبور قناة السويس، يخنق الجفاف حركة المرور عبر قناة بنما. وتجبر هذه الضربة المزدوجة شركات الشحن على البحث عن طرق أطول وأعلى تكلفةً حول أفريقيا وأميركا الجنوبية لتجنب مخاطر عبور أفضل طريقين مختصرين بين آسيا والولايات المتحدة وأوروبا.