رئيس التحرير هيثم سليمان مدير التحرير محمد سليمان
آخر الأخبار
الفلاحين: استيراد البيض التركي كان لضبط السوق مش لاغراقه “جوبيتير جروب” تكشف عن مشروعها الأول (J ONE) بقيمة بيعية مستهدفة تتجاوز ال 3.5 مليار جنية احمد هندي يكشف آليات جديدة لنجاح مصر في منظومة تصدير العقار لتحقيق التنمية الاقتصادية  «كيان للتطوير» تتعاقد مع «TSM» لإدارة وتسكين علامات تجارية رائدة في أكثر من 7 مشروعات بغرب القاهرة في جلسة عُقدت ضمن فعاليات معرض ومؤتمر Pafix: الشمول المالي الرقمي: كيف تساهم التكنولوجيا في تمكين ال... بنك QNB مصر يشارك في تمويل مشترك لصالح شركة مصر للبترول بقيمة 10 مليار جنيه مصري «آي صاغة»: 140 جنيهًا ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال يومين خلال جلسة قيادات مشغلي الاتصالات داخل معرض"Cairo ICT 2024":  البنية التحتية للاتصالات مؤهلة بقوة لا... بمشاركه 48 شركه من كبري شركات التطوير العقاري بالسوق المصري .. إنطلاق معرض 11 RED EXPO يوم السبت 23 ... تطوير أقدم حرفة بأحدث تقنية خلال معرض ومؤتمر "Cairo ICT 2024": أي حصاد للابتكار التقني في المجال ال...

اعلان جانبي  يسار
اعلان جانبي يمين

فلسطينيون يرفضون التهجير من غزة: “نعيش هنا أو نموت”

ترفض عائلة أبوسعدة الفلسطينية المهجرة في نكبة عام 1948، مكابدة ألم النزوح مرتين، بعد أن استقرت في مخيم جباليا بمدينة غزة قبل 75 عاماً، وباتت تبدي تمسكاً أكبر بأرضها، رغم استمرار القصف الإسرائيلي العنيف غير المسبوق منذ 8 أكتوبر  الجاري.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وعائلة أبوسعدة، مثل باقي العائلات الفلسطينية، تتعرض للاستهداف بشكل مباشر بالقصف، والقتل والتشريد.

“سنبقى هنا”

وفقدت العائلة حتى الآن، 10 من أفرادها، وتطلب إسرائيل من بقية العائلة الرحيل مرة أخرى، إلى الجنوب، أو إلى أي مكان سواه، في ظل الغارات على رؤوس ساكني غزة، أينما حلوا أو نزحوا، لكن العائلة، قالت: “لا، سنبقى هنا، أو نموت هنا”، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

باسل أبوسعدة، أحد أفراد عائلة أبوسعدة، مهندس برمجيات يبلغ من العمر 35 عاماً، صار واحداً من أبناء مخيم جباليا، بعد أن نزح جده الأكبر إليه قبل 75 عاماً، هرباً من آلة الحرب والتهجير الإسرائيلية، يقول للصحيفة: “لم أعد أهتم.. إذا غادرنا المخيم، فربما لن نجد طعاماً أو مأوى، أو لن نتمكن من العودة أبداً، إذاً نعيش هنا، أو نموت هنا”. 

“مرارة التهجير”

مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، تبنوا موقف عائلة أبوسعدة، ورفضوا مغادرة شمال القطاع المستهدف بقصف إسرائيلي عنيف منذ 18 يوماً، قائلين، إنهم يخشون النزوح بقدر خوفهم من تضاؤل الإمدادات من الغذاء والماء والقصف اليومي، والغزو البري الوشيك.
وصدمة التهجير، ذاقها في الأصل معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وينحدر أصل 1.7 مليون نسمة منهم من اللاجئين، الذين طردوا أو فروا خلال نكبة 1948، التي تسببت بنزوح أكثر من 720 ألف فلسطيني. 

“إلى مصر”

وفي الحرب الحالية التي بدأت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على الدولة العبرية، طلب الجيش الإسرائيلي من أكثر من مليون فلسطيني الانتقال إلى جنوب غزة، وهو ما حدث بالفعل، وجرى استهدافهم عدة مرة رغم تلبيتهم نداءات الطيران الحربي، لكن القلق يساور معظم أولئك الرافضين لفكرة النزوح، والذين باتوا يخشون من مصير جديد للنازحين جنوباً، وينتهي بهم بالخروج من غزة تماماً إلى مصر، رغم أن القاهرة وعواصم عربية أخرى أبدت منذ بداية الحرب، معارضتها الشديدة لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.

يقول إياد الشوبكي (45 عاماً) المقيم في غزة إلى جانب أسرته المكونة من 10 أفراد: “الهجرة الأولى في عام 1948 بدأت على هذا النحو.. قال الناس حينها حسناً، سوف نترك منازلنا ونعود بعد أسبوع أو أسبوعين، لكنهم لم يستطيعوا العودة مطلقاً”.

يسأل الشوبكي نفسه “كيف يمكنني مساعدة بلدي؟”، ويجيب نفسه أيضاً “سأبقى في منزلي. هذا ما يمكنني فعله”.

قصف يستهدف كل شيء

وزعم القادة الإسرائيليون، أنهم “يريدون إخلاء سكان غزة إلى مناطق آمنة في الجنوب حفاظاً على سلامتهم”. لكن العديد من الفلسطينيين قالوا إنهم لا يثقون بكلام الجيش الإسرائيلي، وإنهم باقون في أماكنهم. ويتحصن بعض الباقين في الشمال في منازلهم، وفي المستشفيات، والكنائس، وكذلك في مدارس وكالة الأونروا، ورغم ذلك استهدفوا، وقضى عدد كبير منهم في مجازر كبيرة اتهم الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر بارتكابها. 

ويواصل الشوبكي سرد روايته في كيفية البقاء على قيد الحياة، قائلاًًً: “أظل مستيقظاً كل ليلة حتى الساعة الخامسة صباحاً، بينما ينام باقي أفراد أسرتي”، وفي النهار، يتابع التلفزيون، الذي يعمل بالطاقة الشمسية في غرفة معيشته، ويراقب الغارات الجوية القريبة منه.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في مقتل أكثر من 5200 شخص، وتدمير ما لا يقل عن 42% من الوحدات السكنية في جميع أنحاء القطاع.
يؤكد حسين حمد، الباحث في مجال حقوق الإنسان، أنه وعائلته المكونة من 20 فرداً يقيمون في منزلهم في منطقة تل الزعتر في جباليا، لا نريد تكرار ما حدث مع أجدادي الذين فروا من قرية “بربرة” الواقعة بين الحدود الشمالية لغزة ومدينة عسقلان الإسرائيلية بعد نكبة 1948، حين فقدوا منازلهم، و10 فدادين من الأراضي الزراعية.

“ظروف قاسية”

وقال أيضاً إن “الظروف المعيشية في جباليا الآن قاسية، لا كهرباء ولا ماء، ولا إنترنت هناك، والنظام الصحي متدهور، وننتظر في طوابير طويلة للحصول على الخبز، ونملأ القوارير بالماء من الآبار القريبة، ونوزع ما يزيد من طعامنا”. 

وكل تلك الظروف المأساوية، لم تنل من عزيمة حسين، الذي أكد صموده في مواجهتها بالبقاء في غزة والوقوف بثبات، فإما أن نعيش حياتنا بكرامة، أو لا حاجة لتلك الحياة”.

رشيد الخالدي، وهو مؤرخ فلسطيني أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا، يقول بدوره، إن تكرار مشاهد التهجير في عام 1948 تلوح بالأفق بشكل كبير بالنسبة للفلسطينيين في غزة.
الشاعر والكاتب مصعب أبوطوحة، المقيم في مخيم جباليا، بعد أن هجر أجداده من يافا عام 1948، يقول: “ليلة الخميس، تعرض منزل أحد أعمامي وأربعة منازل أخرى في مخيم الشاطئ القريب للقصف، ولا تزال هناك جثث تحت الأنقاض، وأستطيع أن أشم رائحة الموت المنبعثة منها”.

ويضيف أبوطوحة، الذي أسس المكتبة الوحيدة الناطقة باللغة الإنجليزية في غزة، وكان زميلًا في برنامج “الباحثين المعرضين للخطر” بجامعة هارفارد في عام 2019، أن “نصبح لاجئين مرة أخرى، ونفقد ما بنيناه بالفعل على هذه الأرض المضطربة، هو أمر مدمر وغير إنساني تماماً”.

وهناك نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في دول عربية مجاورة نزحوا إليها أو ولدوا فيها بعد تشرد آبائهم وأجدادهم إثر نكبة عام 1948، ونكسة 1967، وغالباً ما يفتقرون إلى الحقوق الكاملة في البلدان التي يعيشون فيها.
وتؤكد الباحثة في مجال حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة “هيومن رايتس ووتش” نادية هاردمان “يجب أن تكون هناك طريقة أكثر إنسانية للقيام بذلك، يجب أن يكون هناك طريق للوصول إلى وضع قانوني مناسب يحمي ويحافظ على حق الفلسطينيين في العودة إلى حيث أتوا”.

اترك تعليقا