أشارت ورقة بحثية حديثة نُشرت في مجلة “بلوس وان” إلى أن البشر لم يصلوا بعد إلى الحد الأقصى لسنهم، وأن التقدير الذي ورد في أدبيات رومانية قديمة بأن العمر الأقصى للإنسان في حدود 100 و110 سنة ليس قياسياً، وأنه بعد عام 2073 سيصل إلى 140 عاماً.
وقالت الورقة التي أعدها باحثان من جامعتي جورجيا وساوث فلوريدا: ” الرقم القياسي الحالي لطول عمر الإنسان هو 122 عاماً، ولا يزال دون تغيير منذ عام 1997، والذي يشير على الأرجح إلى جين كالمينت، وهي امرأة فرنسية ثرية تحمل الرقم القياسي لأطول عمر تم التحقق منه في العالم”.
وأضاف الباحثان: “في حين أنه من المذهل الوصول إلى مثل هذا العمر، فقد كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن يصل إليه شخص ما، فهناك ثمانية أشخاص فوق سن 114 على هذا الكوكب، جميعهم من النساء، وأكبرهم هو 116 عاماً”.
ولم تستخدم الورقة البحثية علم الأحياء في توقع الحد الأقصى للعمر. واستندت إلى الرياضيات وحدها، ومن خلال حساب معدل مخاطر وفيات ثابت لكل عام بعد ذلك، تتنبأ الدراسة بمستقبل سيتم فيه كسر سجلات طول العمر بشكل شائع بعد عام 2073، مع بعض الرسوم البيانية للتنبؤ التي تصل إلى حوالي 140 عاماً.
قانون جومبيرتز
استخدمت الدراسة قانون العالم البريطاني بنيامين جومبيرتز، وهو عبارة عن معادلة رياضية ظهرت عام 1825 لنمذجة معدلات الوفيات. وينص القانون على أن معدلات الوفيات تزداد أضعافاً مضاعفة مع تقدم العمر، ما يعني أن خطر الوفاة يزداد بمقدار كل عقد تقريباً بعد سن الـ 50.
وكان جومبيرتز نفسه يعتقد أن نموذجه كان موثوقًا به حتى سن 85؛ وتوفي جومبيرتز عن عمر يناهز 86 عاماً، أي أكبر بـ 9 سنوات من العمر المتوقع للرجل المولود في الولايات المتحدة اليوم.
ويتطلّب الوصول إلى العمر الأقصى للإنسان فهماً أعمق بكثير للوظيفة الخلوية وإصلاح الحمض النووي وتخفيف السرطان وتجديد الأنسجة. ومن المحتمل أن يتطلب الأمر تعديلات جينية للتخصيب المسبق بمساعدة المختبر لتزويد الجسم بجينوم يمكنه تحمل 140 عاماً من التكاثر الخلوي دون طفرات أو شيخوخة مدمرة؛ وهذا الجيل -إلى جانب المعرفة المطلوبة- لم يولد بعد.