يوم واحد يفصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن المثول أمام القضاء في ولاية نيويورك، لمواجهة تهم وُجهت إليه من ممثلة إباحية، في ظرف استثنائي، تشهد فيه الولايات المتحدة، أول محاكمة لأحد رؤسائها السابقين على مر تاريخ.
وبحسب الصحف الأمريكية، فإن الرئيس السابق دونالد ترامب، سيغادر فلوريدا، حيث مسكنه على متن طائرته الخاصة، إلى نيويورك حيث سيسلم نفسه لعملاء فدراليين لحمايته، قبل المثول أمام القضاء بعد ظهر غد الثلاثاء.
زوبعة سياسية
وأثارت المحاكمة المزمعة غداً الثلاثاء، زوبعة سياسية في الولايات المتحدة، ومخاوف من توسيع رقعة الانقسام في المجتمع الأمريكي، في ظل المعارضة الشديدة من قبل أنصار ترامب، لمحاكمته.
وبحسب المحلل والكاتب السياسي في “سي أن أن“، ستيفن كولينسون، فإن محكامة ترامب ستأخذ الولايات المتحدة، إلى مرحلة أخرى، خطيرة وغير مسبوقة.
وسيحط ترامب رحاله في مانهاتن، الشاهدة على أهم إنجازاته السياسية والاقتصادية، والتي قد تصبح شاهدة أيضاً، على سقوطه في حال إدانته.
ومع اقتراب انعقاد المحاكمة، قررت هيئة محلفين كبرى توجيه اتهامات إلى ترامب في قضية تتعلق بدفع 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.
ويقول المحلل كوليسنون، بالنسبة لمحتقري ترامب وولايته الفردية الغريبة، فقد يرون في استدعائه للقضاء، تحقيقاً لمبدأ الجميع سواسية أمام القانون، بما فيهم الرؤوساء السابقين. لكن بالنسبة لترامب ومؤيديه، فإن الأمر برمته بمثابة مؤامرة، واضطهاد سياسي من المدعي العام الديمقراطي ألفين براغ، بهدف إحباط إمكانية عودته للرئاسة في انتخابات 2024.
ويرى المحلل أيضاً، أن عودة ترامب إلى دائرة الضوء في هذه الظروف العصيبة تمثل منعطفاً آخر في ملحمة مرهقة تتضمن محاكمة مزدوجة، وادعاءات كاذبة عن انتخابات مسروقة، وهجوم جماهيري على الكونغرس الأمريكي خلال فترة رئاسية جامحة استمرت أربع سنوات، دفعت الولايات المتحدة إلى درجة الإنهاك.
وفي ظل الاستقطاب، يتساءل بعض الخبراء القانونيين، دون أن يروا لائحة الاتهام المبهمة، عما إذا كانت قضية محاكمة ترامب خطيرة بما يكفي لتستحق الخطوة التاريخية المتمثلة في توجيه الاتهام إلى رئيس سابق.
ويحمّل الكاتب ستيفن كولينسون، ترامب مسؤولية كل ما يجري ضده، قائلاً، هو الذي دفع البلاد إلى هذه اللحظة الكئيبة، من خلال جهوده لإلغاء انتخابات 2020، وتكديسه لوثائق سرية في منزله، وهجوم إنصاره في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول.
ويؤكد الكاتب أيضاً، إن القضايا المذكورة في الأعلى، قد تصبح تهماً سوداوية وأكثر خطورة من قضية “ستورمي دانيلز”، التي تلاحق ترامب الآن.
مؤازرة من الجمهوريين
لكن يبدو أن ترامب يعول على الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي لمساعدته في الخروج من ورطته الحالية. ويقول كوليسنون، يسعى كبار الموالين له في مجلس النواب إلى استخدام قوة الأغلبية لمحاولة التدخل في محاكمته.
وفي مقابلة مع برنامج “حالة الاتحاد” على “سي أن أن”، قال محامي ترامب جو تاكوبينا، إن فريق الرئيس السابق سيعلن بصوت عال وبكل فخر أنه غير مذنب وأشار إلى محاولة لمنع القضية من الوصول إلى المحاكمة.
ويجادل تاكوبينا، بأن الرئيس السابق يتلقى في الواقع معاملة أسوأ من أي مواطن عادي بسبب شهرته وتطلعاته السياسية. ويقول محامي الرئيس السابق،”لو لم يرشح ترامب نفسه لمنصب الرئاسة لما وجهت له تلك التهم على الإطلاق”.
ويؤكد كوليسنون، أن المشهد التاريخي والأول من نوعه لمحاكمة رئيس سابق في الولايات المتحدة بحماية من الخدمة السرية، سوف يذهل الأمة، وسيحمل تعقيدات كثيرة في طياته.
وتشهد نيويورك إجراءات أمنية مشددة بالفعل نظراً لحساسية القضية، وبعد أن حذر ترامب من احتمال “الموت والدمار” قبل توجيه الاتهام إليه، لا سيما بالنظر إلى تحريضه السابق قبل تمرد الكابيتول، لكن حتى الآن ، لم تجذب دعوات ترامب للاحتجاج العديد من مؤيديه إلى الشوارع.