ومن المعروف أن هرمون الكورتيزول تفرزه الغدة الكظرية وله العديد من الوظائف، ولكنه عادة ما يفرز بوفرة في حالة إصابة الانسان بالتوتر، لدرجة أنه في بعض الأحيان يشار إليه بوصفه هرمون التوتر.
وفي إطار الدراسة التي أجراها عدد مشترك من الباحثين من جامعة أيسلندا والمعهد الوطني للصحة العامة في مكسيكو سيتي، ونشرتها الدورية العلمية “بلوس جلوبال بابليك هيلث”، حاول الفريق العلمي تحديد ما إذا كان هرمون الكورتيزول يصل إلى شعر الانسان، ومدى ارتباطه بشعور الشخص بالتوتر.
وتضمنت الدراسة جمع عينات شعر من 881 امرأة تعيش في أماكن مختلفة في المكسيك و398 امرأة من أيسلندا، وكان يتم انتزاع شعر المتطوعات في التجربة وليس قصه من أجل اتاحة الفرصة لاختبار جذور الشعر أيضاً.
وحرص الباحثون على أن لا يقل طول كل شعرة عن ثلاثة سنتيمترات، علما بأن المعدل الطبيعي لنمو الشعر يبلغ سنتيمتراً واحداً شهرياً، وبالتالي كان بمقدور الباحثين دراسة معدل التوتر على مدار ثلاثة أشهر سابقة.
وخلال الدراسة، كان يطلب من كل امرأة الرد على استبيان قصير لتحديد مدى شعورها بالتوتر خلال الشهور الثلاثة الماضية، وبعد ذلك تم تقسيم المتطوعات إلى خمس مجموعات حسب درجة التوتر التي كانت تشعر بها كل متطوعة خلال الفترة السابقة.
وتوصل الفريق البحثي إلى وجود صلة بين نسبة الكورتيزول في الشعر ودرجة التوتر، بمعنى أنه كلما زادت درجة التوتر، ارتفعت نسبة الهرمون في الشعر، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية.
ويرى الباحثون أن هذه التجربة تثبت إمكانية استخدام هرمون الكورتيزول كمؤشر حيوي لقياس التوتر في الماضي القريب، مع إمكانية توظيف هذه النتائج في تطوير أدوية معينة أو اكتشاف بعض أنواع الأمراض الحميدة.