ويلتقي الفريقان اليوم السبت، على ملعب إستاد دو برنس في ثالث مواجهة بينهما بنهائي البطولة، وهو الثاني بينهما في غضون آخر خمسة مواسم.
وتمثل هذه المباراة واحدة من المواجهات الكلاسيكية المثيرة على الساحة الأوروبية نظراً لتاريخ وقوة الفريقين وخبرة كل منهما في البطولة.
وفي ظل المستوى المتميز الذي قدمه كل من الفريقين هذا الموسم، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي ، يصعب التكهن بهوية الفائز في هذه المواجهة.
ويخوض ليفربول النهائي الأوروبي اليوم السبت، بعد أقل من أسبوع على ختام مسيرته في الدوري الإنجليزي هذا الموسم حيث حل الفريق ثانياً في جدول البطولة بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي.
وفي المقابل، حسم الريال لقب الدوري الإسباني قبل نهاية الموسم بأربع مراحل كاملة ما منح الفريق فرصة لالتقاط الأنفاس والاستعداد بشكل أكثر هدوءاً للنهائي الأوروبي.
ويستحوذ الريال على الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بلقب البطولة برصيد 13 لقباً كان أحدثها في 2018 على حساب ليفربول نفسه.
وفي المقابل، توج ليفربول باللقب ست مرات سابقة كان أحدثها في 2019 بعد الفوز على توتنهام 0-2 في نهائي إنجليزي خالص للبطولة.
ويختلف وضع ليفربول كثيراً الآن عما كان عليه قبل أربع سنوات، عندما خسر أمام الريال 1-3؛ خاصة وأن الفريق يعتمد حالياً على حارس مرمى مميز وقادر على الذود عن مرماه بشكل رائع في مواجهة هجوم الريال القوي، وهو البرازيلي أليسون بيكر.
وكان الحارس الألماني لوريس كاريوس أحد أسباب الهزيمة التي مني بها ليفربول في نهائي 2018.
ولعب بيكر دوراً بارزاً في فوز ليفربول باللقب الأوروبي في الموسم التالي 2018-2019 ثم بلقب الدوري الإنجليزي في 2020، والذي كان أول لقب لليفربول في الدوري المحلي في غضون 30 عاماً.
ولكن ليفربول فقد فرصة الفوز بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم بعدما قلب مانشستر سيتي تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز ثمين 3-2 على أستون فيلا في الجولة الأخيرة من المسابقة.
وأحرز ليفربول ثنائية الكأس المحلية (كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية) لصالحه هذا الموسم كما فاز نجمه المصري محمد صلاح بجائزتي هداف الدوري الإنجليزي وأكثر اللاعبين صناعة للأهداف في المسابقة نفسها هذا الموسم.
ولم تقتصر مكاسب ليفربول من هذا الموسم على ذلك، بل فاز مديره الفني الألماني يورغن كلوب بجائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم لتكون المرة الثانية التي يحرز فيها هذه الجائزة.
والآن، سيكون التركيز على المباراة النهائية اليوم في ملعب إستاد دو فرانس الذي وقع الاختيار عليه لاستضافة المباراة بعد تجريد ستاد مدينة سان بطرسبرغ الروسية من هذا الحق إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في العام الحالي.
وقال كلوب إن المواجهة مع الريال صعبة دائماً وتبدو وكأنها الأولى نظراً لأن الفريق الإسباني من طراز عالمي ويمثل نادياً عالمياً ويدرك كيف يكسب المباريات.
ويعاني كلوب من مخاوف كبيرة بسبب إصابة لاعب خط وسطه تياغو ألكانتارا، الذي سبق له مواجهة الريال عدة مرات عندما كان لاعباً في صفوف برشلونة الإسباني.
كما يخشى كلوب من تأثير الإجهاد على لاعبيه بعد موسم شاق على المستوى المحلي.
وعلى النقيض، كانت الفرصة سانحة أمام الريال ومديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي لمنح بعض اللاعبين قسطاً من الراحة بعد حسم لقب الدوري الإسبالني في نهاية أبريل (نيسان) الماضي.
ويعود الفضل الكبير في حسم الفريق للقب الدوري الإسباني مبكراً وكذلك في بلوغ النهائي الأوروبي إلى هذا الموسم الاستثنائي لمهاجمه الفرنسي كريم بنزيما.
ولكن الصدمة الحقيقية التي تلقاها الريال قبل هذه المباراة النهائية تتمثل في قرار المهاجم الفرنسي الآخر كيليان مبابي بالبقاء في فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي وعدم انتقاله إلى ريال مدريد بداية من الموسم المقبل، بعدما كان الريال قاب قوسين أو أدنى من إتمام الصفقة.
وقال أنشيلوتي، الذي حقق فريقه رمونتادا رائعة للغاية في المربع الذهبي لدوري الأبطال أمام مانشستر سيتي الإنجليزي: “من الواضح للغاية بالنسبة لنا أن علينا التفكير في شئوننا.. لم نتحدث أبداً من قبل عن لاعبين من فرق أخرى، نحترم الجميع، وكل قرار، وكل ناد”.
وأضاف: “علينا أن نؤدي مهمتنا، ما نفكر فيه واضح للغاية، وهو الاستعداد للنهائي”.
وسبق لأنشيلوتي الفوز باللقب الأوروبي مع ميلان الإيطالي في 2003 و2007، وجاء الفوز في 2007 على حساب ليفربول بالذات وذلك بعد عامين من مواجهة أخرى بين ليفربول وميلان في النهائي تقدم فيها الفريق الإيطالي بثلاثية نظيفة في الشوط الأول ثم رد ليفربول بثلاثية في الشوط الثاني ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي انتهى أيضاً بالتعادل 3-3 قبل أن تحسم المباراة لصالح ليفربول عبر ركلات الترجيح.
وكان أنشيلوتي نجح أيضاً خلال ولايته الأولى مع الريال في قيادة الفريق للقب دوري الأبطال عام 2014.
وإذا فاز الريال باللقب غداً، سيصبح أنشيلوتي أول مدرب يتوج بلقب دوري الأبطال أربع مرات علما بأنه أصبح أول مدرب يفوز بلقب الدوري مرة واحدة على الأقل في كل من الدوريات الخمسة الكبيرة في أوروبا (إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا) من خلال فوزه بلقب الدوري الإسباني مع الريال هذا الموسم.