أصدرت شركة أبل في وقت سابق من الأسبوع الماضي، تقرير أرباحها الذي تجاوز بشكل طفيف، توقعات وول ستريت بشأن الإيرادات، وقالت أبل إن مبيعاتها للربع الثالث من سنتها المالية، المنتهية في أول يوليو، قد انخفضت بنسبة 1.4% لتصل إلى مستوى 81.8 مليار دولار وارتفعت الأرباح للسهم بنسبة 5% لتصل إلى 1.26 دولار.
وبعد تقرير الأرباح، شهد سهم أبل مبيعات كبيرة، أدت إلى خفض أسمهما بأكثر من 4.8% عند إغلاق السوق يوم الجمعة، حيث انخفضت قيمة السهم إلى 182 دولارا، مما أدى إلى محو 130 مليار دولار من القيمة السوقية، أي أكثر من التقييم الإجمالي لجميع الشركات الأميركية، باستثناء 50 شركة وفقاً لموقع Fortune.
ويشير الانخفاض الأخير في سهم أبل، إلى أن الصناديق والأفراد يدركون أن السهم، الذي ارتفع قبل الركود الجديد بنسبة 50% في عام 2023، مبالغ فيه بشكل خطير.
وتسلط الأرقام الجديدة الضوء على أن السهم يتجه عائداً نحو مساره الطبيعي.
معضلة نمو أبل
تراجعت عائدات شركة أبل بنسبة 1.4% إلى 81.8 مليار دولار خلال عامها المالي، الذي بدأ في يونيو 2022، بضغط تراجع مبيعات الأجهزة.
وتراجعت مبيعات أجهزة آيفون بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، كما لم تحقق الخدمات التي تقدمها شركة أبل مبيعات أفضل من المتوقع ليكون كافياً لتعويض تراجع مبيعات المنتجات.
وأشار تقرير مجلة Fortune إلى أن الطريقة الوحيدة لشركة أبل لإعادة عودتها للنمو، هي تحقيق نمو في الخدمات بقوة، إلا أن الخدمات التي تقدمها شركة أبل لا تزال تصل إلى ربع إجمالي إيرادات أبل فقط.
يبدو أن الوتيرة التي يجب أن ينمو بها هذا القطاع، لتبرير سقف سوقي لا يزال يقارب 3 تريليونات دولار، والحفاظ على تقدمه ، أمر مشكوك فيه من الناحية الحسابية.
هل يستحق سهم أبل الشراء؟
سجلت شركة أبل باستمرار من السنة المالية 2018 إلى 2020، أرباحاً صافية بلغت 14 دولاراً أو 15 مليار دولار في ربع السنة.
لكن الطلب المتزايد على مدار العمل من المنزل خلال الوباء، أدى إلى ارتفاع أرباح الشركة إلى 19.4 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022، يلي متوسط أرباح بلغ 25 مليار دولار في الربع المنتهي في مارس 2023.
وفي ربع ديسمبر، ارتفع الرقم إلى ما يقرب من 30 مليار دولار، ولكن على الرغم من انخفاض الأرباح من الذروة في الربع الثاني، ويبدو أنه من المؤكد أنها ستستمر في التراجع.
وفي بداية 2023، بلغت ربحية السهم حوالي 20 مرة، وبلغت الأرباح المتأخرة 100 مليار دولار، أي ضعف معدل التشغيل تقريباً في الفترة الممتدة من 2018-2020.
ولكن بحلول أواخر يوليو ارتفعت القيمة السوقية لشركة أبل من حولي 2 تريليون دولار في بداية العام، إلى 3 تريليونات دولار، وارتفعت مكاسبها بمعدل 32 مرة، إلا أن الأرباح بدأت بالانخفاض وبالتالي بدأ الانفصال الكبير.
ويتم تداول أسهم أبل حالياً عند مكرر ربحية يبلغ 36 مرة، وهو ما يعد مكلفاً للغاية بالنسبة للمستثمرين، الذي يحصلون على عائد أرباح بنسبة 0.5%.
حتى تكريس كل التدفقات النقدية لعمليات لإعادة الشراء، وهو السياسة التي تتبعها شركة أبل من شأنه أن يرفع ربحية السهم بنسبة 3% سنوياً، ووفقاً لتحليل مجلة Fortune، فهذه النسب لا تكفي لكي يصبح سهم أبل جاذباً للشراء، فحتى لو استمرت في تحقيق أرباح بقيمة 80 مليار دولار سنوياً، فيجب أن ينخفض سعرها كثيراً.
وفي حال لم تتمكن ذراع الخدمات التابعة لشركة أبل من تعويض الانخفاض في المنتجات في السرعة الكافية، فستسمر الأرباح في الانخفاض، وبعد ذلك ستصبح النظرة المستقبلية لأسهم الشركة أكثر قتامة.
ويبدو أن توقع المستثمرين بأن المكاسب غير المتوقعة، التي لم يسبق لها مثيل على أنها مسار سريع جديد، وأن من المحتمل أن تحافظ شركة أبل على الكثير من هذا الارتفاع الوبائي، وستظل أكثر ربحية بشكل ملحوظ مما كانت عليه قبل اندلاع الوباء.