أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين، ارتفاع عدد قتلى هجوم حماس إلى 700 شخص، في حين أودت الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بـ413 شخصاً.
وواصلت القوات الإسرائيلية أمس الأحد مطاردة المقاتلين الفلسطينيين الذين تسللوا إلى أراضيها وسط قصف مستمر على غزة، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من “حرب طويلة وصعبة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.
ودان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الأحد، هجوم حماس، رغم أن الولايات المتحدة أعربت عن أسفها لعدم وجود إجماع في الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس.
وبدأ التصعيد بعدما شنّت حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة وتسلّل مئات من مقاتليها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي منذ بدء هجوم حركة حماس على إسرائيل صباح السبت، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين.
وفي تحديث لأعداد الضحايا نشره على حسابه الرسمي في موقع “X”، أفاد الجيش الإسرائيلي أيضاً بأن 2150 إسرائيلياً أصيبوا منذ صباح السبت.
كذلك، قُتل عدد من الأمريكيين في الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، حسبما أكد مسؤول أمريكي الأحد من دون أن يخوض في تفاصيل.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “يمكننا تأكيد مقتل عدد من المواطنين الأمريكيين. نقدم خالص تعازينا لأسر جميع المتضررين”.
وقُتل 10 نيباليين في هجوم حماس.
كما قُتِلت فرنسية في الهجوم، حسب ما أعلنت خارجية بلادها، مشيرة إلى أنه لم يتم حتى الآن العثور على عدد من مواطنيها.
كما قتل عدد من المواطنين من دول غربية أو فقد أثرهم في القتال، بينهم أشخاص من البرازيل وبريطانيا وألمانيا وإيرلندا والمكسيك وتايلاند وأوكرانيا.
في قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية الانتقامية منذ السبت، أفادت وزارة الصحة بمقتل 413 مواطناً وإصابة 2300 شخص.
استعادة السيطرة
نشر الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح اليوم الإثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، إن “العدو لا يزال على الأرض”، مضيفاً “نعزز قواتنا خصوصاً قرب غزة ونطهّر المنطقة”.
وتعهد الجيش بملاحقة “الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه”، مشيراً إلى أن غاراته أصابت “800 هدف”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لصحافيين الأحد: “مهمتنا خلال الساعات المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة”.
وأكد أن القتال مستمر “لإنقاذ الرهائن” الذين يحتجزهم مقاتلون فلسطينيون في إسرائيل. وأضاف “هناك عشرات آلاف الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل”.
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، أن “مدنيين وجنوداً هم في أيدي العدو، حان وقت الحرب”.
ودعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى “وحدة الشعب والبرلمان في حكومة طوارئ”.
“غير مسبوق”
وأقرّ نتانياهو في خطاب متلفز بأن ما حدث “غير مسبوق في إسرائيل”. وقال: “كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس.. سنحيلها ركاماً”.
والأحد، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ نتانياهو بأن مساعدة عسكرية أمريكية إضافية في طريقها إلى إسرائيل، مؤكداً أن “مزيداً منها سيصل في الأيام المقبلة”.
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان، إن بايدن ونتانياهو “ناقشا أيضاً الجهود القائمة لضمان ألا يعتقد أعداء إسرائيل أنهم يستطيعون أو أن عليهم استغلال الوضع الراهن”.
كذلك، أكد وزير الدفاع لويد أوستن أن واشنطن “ستزود سريعاً الجيش الإسرائيلي بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك ذخائر”.
وأكد أوستن أيضاً أنه وجّه حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتاً إلى أن واشنطن تعمل على زيادة أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وأغلقت المدارس في إسرائيل وألغي عدد من الرحلات إلى مطار بن غوريون بسبب القتال.
مفقودون
في جنوب إسرائيل، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس الأحد، جثثاً عدة على الطريق الواصل إلى شاطئ زيكيم، بينما توقف عدد كبير من المركبات الإسرائيلية التي ترك إطلاق الرصاص أثره عليها.
في غزة، فرغت الشوارع من المارة باستثناء مئات اصطفوا أمام الأفران للحصول على الخبز على وقع دوي الانفجارات.
وقطعت الكهرباء عن القطاع والإنترنت عن أحياء عدة.وأكد إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي الأحد، أنهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لحماس في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح الأحد أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف إليهم، بينهم أطفال ومراهقون.
وبدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وصولاً إلى تل أبيب والقدس.
واخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع الذي تحاصره منذ أكثر من 15 عاماً، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.