تُظهر صورة نُشرت على موقع تيك توك مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مموهة، على أمل الاندماج في المناظر الطبيعية الليلية للصحراء المكسيكية. ولم يتم تحميل الصورة من قبل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في إجازة مليئة بالمغامرات، لكنها ضمن حملة يقوم بها مهربو البشر.
ويشكل المجرمون البارعون في التكنولوجيا الذين يستخدمون تطبيق مشاركة الفيديو الشهير تحدياً متزايداً للسلطات المكسيكية والأمريكية في مواجهة أزمة الهجرة الإقليمية. وجاء في منشور تيك توك: “المغادرة في نهاية هذا الأسبوع. الأشخاص من المكسيك المهتمون بالعبور إلى الولايات المتحدة، يرجى ترك رسائلكم”.
ويظهر حساب آخر يعرض تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر ولاية تاماوليباس الحدودية المكسيكية، التي مزقتها أعمال العنف صورة لقاصرين في قارب مطاطي على نهر.
وباستخدام الهاشتاج #pollero – وهو مصطلح عام لمهربي البشر – وعد أحد الحسابات بتوفير العمل للسائقين في ولاية أريزونا بجنوب غرب الولايات المتحدة مقابل مدفوعات تصل إلى 15000 دولار أمريكي. وقالت رسالة باللغة الإنجليزية “إذا كانت لديك سيارة وترغب في كسب المال بسهولة، فاكتب لي”.
وينتهك الإعلان القواعد الرسمية لتيك توك، والتي تحظر “الترويج للأنشطة الإجرامية وتسهيلها”. وقال متحدث باسم التطبيق “الحفاظ على سلامة مجتمعنا مسؤولية نأخذها على محمل الجد”. وأضاف “لا نتسامح مع المحتوى الذي يروج لاستغلال البشر بما في ذلك الإتجار بالبشر”.
ووفقاً لتيك توك، قامت الشركة في الربع الثالث من عام 2022 بإزالة 82 بالمائة من مقاطع الفيديو المرتبطة بالممارسات الإجرامية بمبادرة منها.
وفي المكسيك، شكلت السلطات خلايا متخصصة لمواجهة التهديد الذي يشكله مهربو البشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر في مكسيكو سيتي، يراقب عشرات الخبراء من وكالة التحقيقات الجنائية الحكومية حسابات وسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2017.
وقال رولاندو روساس، رئيس مركز الاتصالات في الشرطة الوزارية الفيدرالية، وهي جزء من مكتب المدعي العام، إن الوحدة شاركت في حوالي 300 تحقيق بشأن الإتجار بالبشر. وأشار إلى أنه في المكسيك “تلتزم شركات الخدمات الرقمية بتسليم المعلومات عندما تكون هناك جريمة، مرحباً بالتعاون الجيد مع منصات التواصل الاجتماعي”. وقال رئيس الوحدة، بنيامين أوفييدو، إن فريقه يتدخل، على سبيل المثال، عندما يتم الاتفاق على الدفع لتجار البشر عبر الإنترنت.
ووفقاً لتقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في فبراير ، يستخدم المهربون تيك توك كوسيلة للترويج لحالات العبور غير النظامية الناجحة. وحذرت من أن الجريمة فتحت الباب للآخرين مثل الاستغلال الجنسي للقصر.