وتأهل المنتخب المغربي للدور قبل النهائي، السبت، عقب فوزه على نظيره البرتغالي بهدف نظيف في دور الثمانية من البطولة، ليحقق إنجازاً تاريخياً باسمه واسم العرب وأفريقيا.
ورغم أن المنتخبات الأفريقية حققت نتائج جيدة على مستوى بطولات الناشئين والشباب والدورات الأولمبية، إلا أنه لا يوجد منتخب عربي أو أفريقي نجح في عبور دور الثمانية على مستوى الرجال باستثناء الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في النسخة الحالية من البطولة.
وقال نجم المنتخب المغربي سفيان أمرابط، عن الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر: “إنه حقاً لا يصدق، أنا فخور للغاية. الأمر أشبه بالحلم، لا يمكن تصديق أننا وصلنا للدور قبل النهائي”.
وكانت أحلام المنتخبات الأفريقية متمثلة في الظهور المشرف أمام أفضل منتخبات العالم، وكان أقصى طموحها هو عبور دور المجموعات.
ولكن ارتفعت الأحلام بعد نسخة كأس العام 1990 في إيطاليا عندما وصل المنتخب الكاميروني لدور الثمانية، بعدما حقق انتصارين أمام الأرجنتين 1-0 وأمام رومانيا 2-1، وخسارة أمام الاتحاد السوفييتي 0-4 ولكنه تصدر مجموعته.
وفي دور الستة عشر عبر المنتخب الكاميروني، نظيره الكولومبي بنتيجة 2-1 ليواجه نظيره الإنجليزي في دور الثمانية ولكنه خسر 2-3 وانتهت معه أحلام الأفارقة.
ولكن في مونديال 2002 بكوريا واليابان عادت أحلام الأفارقة مرة أخرى، وكان البطل هذه المرة هو المنتخب السنغالي الذي تمكن من الفوز على فرنسا 1-0 وتعادل مع الدنمارك 1-1 والأوروغواي 3-3 ليعبر دور المجموعات في المركز الثاني.
وفي دور الـ16 واجه المنتخب السنغالي نظيره السويدي وتغلب عليه 2-1 قبل أن يواجه المنتخب التركي في دور الثمانية ويخسر بهدف نظيف ليظل أفضل إنجاز للمنتخبات الأفريقية في المونديال هو الخروج من دور الثمانية.
ولكن زادت الآمال والأحلام مع المنتخب الغاني في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، حيث كان وقتها يضم المنتخب الغاني مجموعة من النجوم بقيادة جيان أسامواه وأندريه أيو.
وتألق المنتخب الغاني في تلك النسخة من البطولة واستطاع أن يحتل المركز الثاني في مجموعته بعد الفوز على صربيا 1-0 والتعادل مع أستراليا 1-1 والخسارة أمام ألمانيا 0-1.
وفي دور الـ16 تغلب المنتخب الغاني على نظيره الأمريكي 2-1 ليصعد لدور الثمانية، حيث واجه منتخب أوروغواي وخسر بركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، في مباراة شهدت جدلاً كبيراً، بعدما أبعد لويس سواريز رأسية من جيان أسامواه من على خط المرمى، ليحتسب الحكم ركلة جزاء أهدرها أسامواه.
ولكن في مونديال 2022 استطاع المنتخب المغربي أن يحطم هذه اللعنة وأن يحقق مفاجآت من العيار الثقيل بتصدره مجموعته في البطولة، إثر التعادل مع كرواتيا، وصيف بطل العالم، سلبياً، والفوز على المنتخب الكندي 2-1 ثم الفوز على المنتخب البلجيكي بثنائية.
وتمكن المنتخب المغربي في دور الـ16 من عبور المنتخب الإسباني، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، بعدما تغلب عليه 3-0 بركلات الترجيح.
وفي دور الثمانية واجه المنتخب المغربي نظيره البرتغالي، بقيادة كريستيانو رونالدو، واستطاع تحقيق الفوز بهدف نظيف ليصعد للدور قبل النهائي في سابقة تاريخية للمنتخبات الأفريقية.
وعن إنجاز المنتخب المغربي في النسخة الحالية من البطولة، قال المدير الفني لـ”أسود الأطلس” وليد الركراكي: “عادت أفريقيا على خارطة كرة القدم اليوم. لدينا العقلية. كنا نعلم أن بإمكاننا كتابة تاريخ جديد لأفريقيا”.
ومن المقرر أن يلتقي المنتخب المغربي مع نظيره الفرنسي، بطل العالم، في الدور قبل النهائي يوم الأربعاء المقبل، في محاولة لمواصلة تحقيق الحلم وكتابة التاريخ بالصعود للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات الأفريقية.